تبقى الجامعات في كل بلد من أهم المراكز الثقافية بل والسياسية والاجتماعية التي لها تأثير كبير في البلاد كافة. ولما تيسرت لي زيارة بعض البلاد في غرب إفريقيا اعتنيت بزيارة الجامعات في هذه الدول التي زرتها.
ولقد يسر الله لي زيارة جامعة أنتا جوب في داكار بالسنغال وجامعة غينيا كوناكري وجامعة فري تاون بسيراليون، كما زرت أقسام اللغة العربية في هذه الجامعات وكذا المكتبات المركزية بها.
وللعلم فإن كل هذه الجامعات فيها قسم لتعليم اللغة العربية، وليس هذا ما أود الإشارة إليه في مقالي هذا فإن هذا له مقام آخر، وإنما أود الإشارة إلى أنني لم أجد في المكتبات المركزية لهذه الجامعات كتبا من نتاج الحركة الثقافية والعلمية للمملكة، سواء باللغة العربية أو بغيرها من اللغات. ولقد حرصت من خلال أمين المكتبة على أن نبحث عن بعض الكتب في تاريخ المملكة ونهضتها وسياساتها، وكذا تأريخ توحيدها، وغير ذلك من أمور ومسائل ثقافية علمية تمكن أن يفيد منها الآخرون.
حتى الأدب السعودي لم أجد له زاوية ولا ركناً ولا حتى رفاً واحداً من رفوف تلك المكتبات يمكن أن يفيد منه الطلاب والمراجعون لتلك المكتبات الثقافية العامة.
ولما سألت من تيسرت لي زيارتهم واللقاء بهم من مسؤولي تلك المكتبات الجامعية الكبيرة عن مدى ترحيبهم بالكتب المهداة إليهم من أي جهة ثقافية، وجدت الجميع يرحب بذلك وقالوا: نحن مستعدون لاستقبال الكتب فإنها أهم شيء عندنا بل نحن نشكركم شكراً جزيلاً مقدماً على أي كتاب تهدوننا إياه.
ولمن لم ير أو يطلع على أحوال بعض الجامعات في تلك الدول فإنني أقول لهم: إن هذه الجامعات تجد إقبالاً كبيراً من الطلبة من الجنسين وفيها مناشط علمية كثيرة مثل تلك المناشط التي تحصل عندنا في جامعاتنا. ولو أننا اعتنينا بإهداء هذه الجامعات كتباً باللغة العربية وباللغات التي تتحدثها هذه الجامعات لأصبح في ذلك خير كثير؛ فهو من جهة عمل علمي خيري ينتفع به الجم الكبير الغفير من الناس، وهو من جهة أخرى تعريف بالخير والنهضة التي تعيشها المملكة، وكذا هو ترسيخ للدور الثقافي لهذه البلاد وتمكين للعلاقات بين تلك البلاد والمملكة. وكما أن المملكة لها مساعدات مالية وإغاثة لهذه الدول فإن الكتب من أهم وأحسن وأيسر المساعدات التي تهدى لطلبة العلم والثقافة في الجامعات المختلفة.
وللعلم فإن هذه البلاد فيها عدد من الجامعات الأخرى التي آمل أن أتمكن من زيارتها في المستقبل. وأنا أدعو كل معتن بالثقافة والعلم أن يكون منهم التفات لكل الدول الإفريقية من ناحية إهدائها ما يحسن من الكتب الثقافية السعودية في كل المجالات، وخاصة أن هذه المراكز الثقافية لا تقيد نفسها بقيد عنصري أو عرقي أو مذهبي، بل هي ترحب بالكتب والمقالات العلمية من أين أتت وتبذلها لطلابها.
ولنعلم أن كثيراً من الوزراء وبعض رؤساء هذه الدول كانوا من خريجي هذه الجامعات؛ مما يبين لنا أثرها في بلادها.
|