مجرد توبيخ لإسرائيل

تستطيع إسرائيل أن تنفذ الكثير من الجرائم وهي واثقة بأنها ستنجو من أي عقاب، وفي أقصى الحالات فإنها يمكن أن تسمع توبيخاً من الدول التي يفترض أنها تسهر على تطبيق الأمن في العالم، فقد تحدثت الصحف الإسرائيلية أن إسرائيل تلقت مؤخراً توبيخاً عندما أعلنت أنها ستضم 3750 دونما من أراضي شمال شرق القدس المحتلة إلى التوسعة الجديدة التي شرعت في تنفيذها في مستعمرة معاليه ادوميم أكبر مستعمراتها في الضفة الغربية..
وفي أرضٍ يعني كل متر مربع فيها الكثير، فإن كل تلك الدونمات انتقلت بجرة قلم من الملكية الفلسطينية إلى أحضان المستوطنين الذين تجمعوا من أقطار الكرة الأرضية لينعموا بخير الفلسطينيين وبأرضهم ولا يتورعون عن سرقة المزيد من الأرض من أجل منازل أكبر وهم الذين جاؤوا ولا يملكون شروى نقير..
وستبتلع إسرائيل هذا التوبيخ، لكن على هؤلاء الذين أوصوا بالتوبيخ أن يدفعوا ثمن هذه (السقطة) في حق إسرائيل، فهناك من بين الكبار في الولايات المتحدة من لا يحتمل حتى مجرد هذا التوبيخ، خصوصاً عتاة الصهاينة الذين يتصرفون في أراضي الفلسطينيين وفقاً لما يزعمون أنه حق تاريخي ولا يتورعون حتى عن تزييف الكتب المقدسة لتدبيج الأكاذيب بشأن الأرض..
الإجراء الإسرائيلي التوسعي الاستيطاني يعكس خرقاً واضحاً لالتزامات إسرائيل بموجب الاتفاقيات الموقّعة وقرارات مجلس الأمن وخريطة الطريق التي تنص بوضوح على وقف النشاط الاستيطاني.
ومع ذلك فلن نرى ثمة فعل مساوٍ لهذه الجريمة أو اعتراض من مجلس الأمن وغيره على هذا النهب المنظم للأرض الفلسطينية الذي يتم الإعلان عنه صراحةً وعبر كل الوسائل الإعلامية التي يهيمن اليهود على تلك المؤثرة منها..
إنهم لايخفون جريمتهم ويعترفون بكل الوقائع في تحدٍ واضح وصريح للمجتمع الدولي الذي لايملك سوى هز الرؤوس وفي أفضل الأحوال هذا التوبيخ..
غير أن الأمم المتحدة بكل هيئاتها لن يهدأ لها بال إذا انطلقت مجرد اتهامات ضد هذه الدولة العربية أو الإسلامية أو تلك، ويومها يتم تدبيج الخطب وانتقال لجان حقوق الإنسان إلى موقع (الجريمة) وتتحول الحبة إلى قبة، ويتم إنزال أقسى أنواع العقاب بدولة تكون بريئة ولم تتوفر أدلة إدانتها..
وبتوالي هذه الوقائع من إسرائيل ومن الآخرين تترسخ قواعد سلوك جديدة على الصعيد الدولي فحواها ان القوة هي معيار الصدق الوحيد وان ما عداها مجرد أوهام وسراب..