Friday 6th August,200411635العددالجمعة 20 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

الجهات الحكومية تواصل العمل على قدم وساق منذ 48 ساعة الجهات الحكومية تواصل العمل على قدم وساق منذ 48 ساعة
سيول وادي (شهدان) بجازان تواصل إزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات

  * جازان - إبراهيم بكري -محمد عطيفة:
سيول جازان القاسية التي داهمت المنطقة أجبرت كافة الجهات الحكومية على إعلان حالة الاستنفار القصوى، محافظة صبيا أمس تحولت إلى ميدان عمليات مشتركة وقف عليها نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وكيل الإمارة الدكتور مفرج الحقباني يرافقه عدد من مديري الدوائر الحكومية وبمساندة خالد الجريوي محافظ صبيا.
وكيل الإمارة عقد اجتماعاً تطرق من خلاله لمكامن الخلل والضعف في بعض الجهات المعنية وعدم تعاملها مع المعاناة بصورة عاجلة ومناسبة.
سيول جازان هذه المرة تسببت فيها وادي شهدان، هذا ولقد قامت الطائرات العمودية التابعة لمديرية الدفاع المدني بـ15 طلعة جوية و10 طلعات برية من أجل تنفيذ الموافقة الصادرة من إمارة جازان على اغاثة 1000 أسرة محتاجة فقدت ممتلكاتها الخاصة. ولقد شارك في الطلعات 3 طائرات عامودية، ولتفعيل ذلك على شكل أكبر يصل اليوم لمنطقة جازان اللواء سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني بالمملكة لإدارة الأزمة عن قرب في دلالة واضحة على خطورة هذه السيول.
من جانبهم ثمّن الأهالي أن تنتج عن هذه الزيارة تدعيم الدفاع المدني بالطيران العمودي والمعدات المختلفة والكوادر البشرية المؤهلة لتساند الكفاءات الإدارية الموجودة حالياً بالمنطقة وعلى رأسها العقيد أحمد الشيعاني الذي يبذل أقصى جهد لتلبية احتياجات الأهالي.
بعد مرور 48 ساعة تم الحصول على جثة مفقودة منذ يومين تعود للمواطن يحيى علي محمد عنبري البالغ من العمر 22 عاماً، أحد أقاربه التقت به (الجزيرة) بجوار كبري أبو القعايد وهو يتابع الدفاع المدني للبحث عن الجثة التي وجدت بجوار كبري أبو السلع على بعد 7 كيلومترات من موقع الحادث حيث كان الشاب المتوفى برفقة شقيقه يتابعان مياه الوادي لكن السيول داهمتهما بسرعة كبيرة فتمسك أخاه بشاحنة كانت معطلة على الكبري أما المتوفى فجرفته السيول ولم يجدوه إلا بعد يومين من البحث على مدار 24 ساعة.
مدير إدارة الطرق بالنيابة بجازان المهندس الحازمي كشف للجزيرة بأن من أجل فك العزلة عن القرى المتضررة تم مشاركة 5 فرق ميدانية فرقتان من مقاولات الصيانة وفرقة من معدات الإدارة وفرقتان تبرع بهما المقاولان حسن هادي عبدالله ومؤسسة الفقاس في لفتة إنسانية تجسد تعاون المواطنين.
وأضاف بأنه ما زالت القرى أم العروش ومنسية والهدوي والزربة معزولة وسيتم فتح الطريق لها في الوقت القريب.
وأضاف الحازمي إلى فتح طرق ترابية. مساعد مدير الزراعة حسن أيواب أكد مشاركة 8 وايتات و8 سيارات و400 كرتون مياه وذلك لري عطش الأهالي في القرى المتضررة.
الهلال الأحمر شارك بـ10 فرق ميدانية وشارك في طلعتين جويتين لانقاذ محتجزين. كشف ذلك للجزيرة مدير الهلال الأحمر عبده هباش.
ومن جانبه أكد مدير شرطة جازان بالنيابة العميد عبدالرحمن الغانم مشاركة أكثر من 200 فرد و60 سيارة مجهزة لفك الاختناقات ودعم المواطنين. اللواء مغرم الشهري من حرس الحدود أكد مشاركة 2 من القوارب المطاطية وخمسة غواصين وعدد من الأفراد لدعم الجهات المعنية في هذه السيول.
مدير الكهرباء محمد عجيبي أكد بأنه ما زالت ثلاث قرى مقطوعة من الكهرباء وسوف يتم حل ذلك بعد فك الطرق.
وفي هذا السياق وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان قام وكيل إمارة المنطقة د. مفرج الحقباني بجولة على القرى المتضررة من السيول حيث بدأ الجولة بزيارة لقرية أم سعد حيث زار المنازل المتضررة والتقى أصحابها الذين شكروا الله على أن هيأ لهم حكومة رشيدة تحافظ على أمنهم حيث عبروا عن حزنهم الشديد لاحتياج السيل حيث تحدث في البداية المواطن ماجد حسين وبين أن السيل داهم كل منازل القرية ولم يترك لهم شيئاً، مشيراً إلى أن القرية لأول مرة تشهد هذا.
كما قام الدكتور الحقباني بزيارة تفقدية لقرية أم القصب (الخوارية) وهي الأخرى تعرضت لمداهمة السيل لها الذي بدد كل احلامهم وحول منازلهم إلى مجرد اطلال حيث شاهد الدكتور المفرج كل ذلك الدمار رافقه في الجولة محافظ محافظة صبيا خالد بن عبدالعزيز الجريوي والتقى أهالي القرية.
ولقد داهم وادي شهدان سكان قرى أم القضب الخواربة وأم سعد الواقعة شمال محافظة صبيا بحوالي 15 كم تقريباً. وقد أدى ذلك إلى اغراق القرى حيث شردهم من منازلهم واتلف المحاصيل واغرق مواشيهم.
(الجزيرة) قامت بزيارة للقرى وتجولت داخل منازلهم لتسجل بالحرف والصورة الاضرار التي احدثها السيل.
وقد زارت في البداية قرية أم القضب (الخواربة) حيث التقت بالمواطن حسن جابر خويري الذي أوضح أن السيل داهم منزله واتلف كل محتويات الغرف. وقد عاث السيل في كافة محتويات المنزل الأمر الذي أدى إلى ضياع كل شيء.
أما المواطن حسين حسين خويري فلم يكتف بدخول المنزل ولكنه اتلف محاصيله الزراعية حيث داهم مزرعته واتلف عليه كل محاصيله.
أما المواطن علي عبده مشبري فقد أوضح أن القرية تعاني من السيل وقد سبب لها العديد من المشاكل حيث إذا اندفع هذا السيل لا يكتف باغراق الناس وازهاق أرواحهم، بل يزيد الأمر إلى تشريدهم عن منازلهم ويقطع عنهم الطريق عن الطريق العام (بيش - صبيا) لذلك نحن نحتاج إلى سفلتة الطريق المؤدي إلى الطريق العام ولاسيما وهو لا يتجاوز 2 كلم أو أقل، كما نأمل بوضع جسر (كوبري) حتى نتمكن من اجتياز السيل.
ورغم ان القلم لم يستطع نقل الصورة بشكل واضح حيث ان الواقع كان مؤلماً ولكن سوف انقل القلم لنقل صورة أشد ألماً حيث أن الوادي داهم قرية أخرى هي قرية أم سعد وهي القرية المجاورة لقرية أم القضب (الخوارية) حيث أدى السيل إلى تدمير منازلهم وسياراتهم واهلاك مواشيهم وكذلك تشريدهم في نهاية الأمر.
الصورة الأولى كانت لامرأة لم تستطع وصف الدمار الشامل لمنزلها حيث أن دموع حزنها كانت كافية لوصف ما الذي حل بها.. منزل وضعت فيه كل ما تملك وشيدته على احسن صورة ليظلها هي وبناتها إلا أن السيل شوّه ذلك المنزل حيث عبث بكل ركن فيه واتلف كل مقومات الحياة وحوله إلى خرابة لم يكتف بذلك بل تحول إلى مواشيها التي تعتمد عليها بعد الله.. وتتوقف المرأة التي تدعى صفية لتصف هجوم السيل بالكارثة التي جاءت لتنتقم من كل شيء حتى البسمة حولها إلى بكاء وعويل من بناتها في المنزل لتشترك ببكاء وعويل كل نساء القرية.
وانتقل لمنزل آخر يدعى صاحبه أحمد مفرح ولأن السيل شردهم من منزلهم فقد كانت الغرف خاوية إلا من بقايا امتعة كانت بالأمس أشبه بدرر ثمينة أما اليوم فقد أصبحت سيئة رغم قيمتها المادية، شيء مؤلم وأنت ترى كل محتويات منزلك تتحول إلى بقايا لا يمكن الاستفادة منها لأن السيل حولها لمجرد ذكريات محزنة.
اما منزل المواطن على حسين عنقي فقد كانت خسارة متكررة فقد داهم السيل منزله قبل سنوات تزيد عن ست السنوات حيث داهم السيل منزله ودمر كل شيء والآن يكرر المشهد وما أشبه الليلة ببارحة حيث غسل كل المنزل ولم يبق سوى الطين الذي لون الجدران ولكنه في هذه المرة زاد حصيلته من المواشي حيث أزهق أكثر من ثلاثين رأساً من الغنم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved