الصلاة ربيع قلب المؤمن، وقرة عينه، وراحة نفسه، وهي الصلة بين العبد وبين ربه، وهي المَفزَع عند اشتداد الأمور، كيف لا؟ والمصطفى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حزبه أمر صلى!
إن المتأمل في أحوال المصلين اليوم، إلا النزر اليسير، ليرى العجب العُجاب؛ تلتفت إلى هذا فتجده يحرّك شماغه وغترته، وذاك يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، وآخر يلعب بأنفه، ناهيك عن ذاك الذي تنبعث نغمات موسيقية من هاتفه المحمول، ثم يُخرج هاتفه من جيبه، ويطلع على رقم المتصل، ثم يعيده إلى جيبه، وكأنه ليس في صلاة. يؤذي الناس بأصوات الجرس، ويقطع على المصلين خشوعهم، فهو بهذا يقتل لبّ الصلاة وروحها، وهو الخشوع فيها، علماً بأن القلوب كانت ساهية، فيزيدها سهواً إلى سهوها.
ألم يتفكر المسلم في شأن الصلاة يوماً؟ ألم يتدبر أمام مَن يقف في صلاته؟ وما الأجر المترتب على حضور قلبه فيها؟ وما الضرر الناتج عن التفريط في أمرها؟
أخي القارئ الكريم: إن الصلاة خير مجال للتزوّد بالحسنات، وتكفير السيئات، والعصمة من الفحشاء والمنكر، فاحرص - رعاك الله - على أن تجاهد نفسك والشيطان، وأن تحاول جاهداً إحضار قلبك؛ فإنك بهذا تسعد في دنياك وآخرتك.
( * ) الرياض |