معالي وزير التعليم العالي
الدكتور/ خالد بن محمد العنقري.. حفظه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقياس القدرات والإمكانات الثقافية واللغوية والمهارية ومعرفة الاتجاهات شيء جميل ومفيد، غير أن ما يقوم به المركز الوطني للقياس والتقويم شيء آخر إذ لا يعدو أن يكون حلقة جديدة من حلقات التعقيد لابنائنا وبناتنا واستلاب حقوقهم ووضع العراقيل في طريق تحصيلهم العلمي، ولو أن هذا المركز اقتصر في نتائج اختباراته على تحديد مستوى الطلاب في كل فن من فنون المعرفة وترتيبها حسب عطائه في الإجابة عن اسئلتها مثلاً:
العلوم الشرعية: جيد جداً، اللغة العربية: ممتاز، الرياضيات والعلوم الطبيعية: جيد، الاجتماعيات: مقبول، الثقافة العامة: ممتاز، إلخ.. لكان مقبولاً لأنه سيكون حينئذ في صالح الطالب لإعانته على تحديد التخصص المناسب لقدراته، وأما ما يحصل الآن في المركز فهو بعيد كل البعد عن العدل والإنصاف وهموم الناشئة وآلام ذويهم وأهاليهم، لقد اصبحت اختبارات القياس بعبعاً جديداًَ للطلاب وأهاليهم وهدراً لجهودهم المضنية، فبأي حق تستلب 30% أو 40% من المعدل التراكمي الذي أخذه الطالب في تحصيله العلمي ليوضع بدلاً عنها 30% أو 40% مما حصله في اختبارات القياس التي يلعب التخمين دوراً بارزاً فيها.
وبأي حق يسأل طلاب الأقسام الأدبية عن معلومات في المواد الطبيعية والرياضيات، وهم لن يتخصصوا فيها وبُعد عهدهم بها بحكم التخصص من ثاني ثانوي.
لقد تحول هذا الاختبار من قياس القدرات إلى تحطيم القدرات وهدر الجهود والأموال وزرع بذور اليأس في نفوس طلابنا، ومن المستفيد؟، لا أحد، سوى فئة قليلة أوكل إليها ابتزاز هؤلاء المساكين من خلال الرسوم المفروضة عليهم لدخول دوراته التي تشهد على مقدار تخبط المركز، ومقدار التعجيز والغموض الشديد الذي تتسم به أسئلته.
إننا نرفع إلى معاليكم مناشدة أبناء الوطن وأهاليهم لتخليصهم من هذا الكابوس المزعج اختبار القدرات وأن يقتصر فقط على تحديد الاتجاهات والميول ولا يكون له تأثير على المعدل التراكمي الذي يحصل عليه الطالب في اختبارات الشهادة الثانوية.
أملنا في معاليكم كبير في حسن التجاوب مع آمال أبنائكم فهم أولاً وأخيراً أمل المستقبل وذخر الوطن وعدته، وهم يستحقون منا كل التشجيع والإعانة وليس التحطيم والتطفيش وزرع العراقيل.
ابن الوطن |