البحيرة ساكنة ! هدوء غريب يعج ذلك المكان إلا من نقيق الضفادع وهدير السواني وأشجار تحركها ريح عاتية في ليل غريب موحش ثاني ، ضوء القمر أصبح ينادي علام تبكي الليالي؟!
وفجأة في غمرة الأحزان ظهر شيئا يتحرك يخترق البحيرة وعينان بارزتان كرادار يرقب كل ثواني على سطح البحيرة الساكنة ، فقلت لصاحبي الأبكم : هذا هو سبب سكون هذه البحيرة ؟ فهمّ صاحبي بالانصراف خوفا فقلت : مهلاً هذا هو الجبن بعينه ، إن ذهبنا فمن يخلص تلك البحيرة المسكينة من هذا المارد المفتول ؟! فأشار صاحبي لجسمه النحيل فقلت له :
ولكن عقولنا كبيرة ؟! أشار إلى بندقية الصيد الفارغة بعد رحلة أتعبتها فقلت : وإن يكن ؟! ثار صاحبي من الخوف وأراد أن يجبن فقلت : في أمان الله وإذا بصاحبي يصوب بندقيته نحوي يريد أن يصطحبني معه ، حاولت جاهداً أن أفهمه أني لن أترك تلك البحيرة ولو كلف ذلك حياتي ؟!
فأدرت ظهري مطمئناً فثارت البندقية وتنحيت جانبا مندهشا فمن الحب ما قتل ؟!
فاستدرت قليلا كي أتغفله ولكن هيهات المارد ظهر كبيراً أكثر مما توقعت وأصبحت البحيرة تعج بالمكان ضجيج ضجيج ؟!
وفجأة فيما أنا أراقب ذلك المارد ظهر صاحبي والبندقية في رأسي فغافلته أريد أن أخلصها منه ، فوقع صاحبي مثقلاً بالدماء وأنا أبكي على فقد صاحبي ولعدم شجاعتي لتخليص تلك البحيرة المسكينة وقتل ذلك المارد ذي العينين البارزتين ، وفيما أنا على حزني ظهرت في سماء البحيرة حمامة جريحة ملطخة بالدماء.
|