كشكول قلبي ناصع الصفحات
ودفاتري مهجورة الجنباتِ
لم يستطع أحد تجشّم حصنها
إلاك وحدك يا شذا النسماتِ
فلقد غزتني نظرة بيراعها
والحبر أحمرُ من قِرى نبضاتي
فبلا شعوري قد ملأتَ دفاتري
وبلا شعوري قد سرقتَ سماتي
كنتُ العنيد لكل مُغرٍ هاجمٍ
تلك الرزانة عدّتي وأداتي
لم أعترف طول الحياة بزعمهم
أنّ الهيام بأول النَظَراتِ
حتى قُرِستُ بنظرة شتوية
فَهَوَتْ كأوراق الخريف صفاتي
ثم ارتضيتُك بالربيع كنسختي
كُلّي كّكلكَ ما عدا بَصَماتي
لكنَّ صيفَ الهجر بثَّ سَمومَهُ
يغري الفؤاد بحرقة العبراتِ
لكنْ وفاءُ القلب ينبض مَوْثقاً
ما زلتَ كلي يا هواءَ رئاتي
لا غَرْوَ في هذا ففضلك منقذي
فضلٌ دعاني أن أحبَّ حياتي
إني قرأتُ بمقلتيكَ عواقبي
أنت القضاء ومُنتهى الرغباتِ
سأموتُ رغماً في عيونكَ بينما
يبقى وفائي في عظام رفاتي
وإذا حَزَنْتَ بُعَيْدَ موتي نادماً
سأكون حتماً أتعَسَ الأمواتِ