يا صُورَةَ البَدْرِ الْبَهِيِّ على فضاءاتِ المساءْ
يا همسةَ الزَّهْرِ النديِّ إذا تهامسَ للضِّياءْ
هَذِي طيورُ الشوقِ تصدحُ في سرورٍ وصفاءْ
تهدي إليكِ مشاعراً فاضَتْ بألحانِ الوفاءْ
وتُعطِّرُ الأفقَ الرحيبَ ولا تَمَلُّ من الغناءْ
***
يا مَنْ تربَّعَ حُبُّها في كلِّ ذرَّاتِ الفؤادْ
وطُيوفُها سكنَتْ عُيوناً قدْ تملَّكها السُّهادْ
تَهْفُو إليكِ مشاعري والشوقُ يَهْفُو في ازْدِيادْ
فالقلبُ أضناهُ الهوى والرُّوحُ أضناها البعادْ
والنفسُ تَاقَتْ للمعينِ الثَّرِّ من نهلِ الودادْ
***
إني أراكِ في اخضرارِ الأرضِ في سحرِ النباتْ
في زَهْوِ كلِّ فراشةٍ.. في لهفِ كلِّ الكائناتْ
في كلِّ زهرٍ باسمٍ.. في عطرِ أحلى الذِّكْرَيَاتْ
وأراكِ في شَدْوِ العنادلِ في نشيدِ الغارداتْ
في قطرةِ المطرِ المُعانقِ للغصونِ المُزْهراتْ
***
يا نسمةَ الفجرِ الجميلِ أَلَمْ يَحِنْ ذاكَ الرُّجوعْ؟!
ما للصَّباحِ تأخَّرَتْ أنوارُهُ.. أينَ الطلوعْ؟
والنفسُ تبهجُ للُّقا حتى بلحظاتِ النزوعْ
فالقُرْبُ بلسمُ للحياةِ ومنهلٌ يروي الضلوعْ
والبعدُ يطفئُ من قلوبِ الناسِ أنوارَ الشُّموعْ
عبدالرحمن عبدالعزيز البريكيت
العلا |