براتب وقدره 800 ريال فقط لا غير أعلنت إحدى المؤسسات الحكومية وعبر الصحف ولكل الشباب الراغبين في شغل الوظائف الوطنية عن توفر فرص وظيفية لتربية ورعاية الخيول العربية (الأصيلة) براتب شهري يصل إلى ثمانمائة ريال، وستقتطع منها حقوق التأمينات والتقاعد وحسومات الغياب والتأخر.
وقد لا يكفي ما يتبقى منه لتغطية تكاليف المواصلات من وإلى مقر العمل الجديد.. أما أولوية التوظيف فستكون لأصحاب الخبرة والشهادات العليا.
نعم هذا هو للأسف حال السعودة في بعض مناحيها ولكن ليس لدى الباحثين عن توطين الوظائف وخدمة المواطن وتوفير فرص العيش الكريمة أمامه.. وإنما لدى قلة من القائمين على القطاعات الحكومية والأهلية الذين يعملون من خلال إعلاناتهم عبر الصحف بمبدأ (إبراء الذمة) أمام المجتمع وأمام القانون الذي يلزمهم بمثل تلك الإعلانات، حتى ولو كانت خيالية وغير مناسبة للتطبيق على أرض الواقع.
إن هناك الآلاف من الشباب مستعدون للعمل وينتظرون الفرص (الحقيقية) التي تضمن لهم دخولاً ثابتة ومعقولة تتناسب مع مستوى المعيشة الذي تتطلبه حياة الشباب في بلادنا من مسكن وملبس ومركب بعيداً عن الأوهام والتنظيرات التي ينادي بها البعض ويطالبون فيها بإيجاد جيل من السباكين والنجارين وبائعي المطبق والخبز وبأجور عمال تدور في فلك الـ800 ريال أسوة بغيرهم من العمال البنجلاديشيين والسريلانكيين وبقية (الكادحين في الأرض).
إننا عندما نقول إن أي مهنة أو عمل هي شرف لصاحبها مهما كان اسمها أو سمعتها ويجب أن نتجاوز مرحلة الأسماء والمسميات فهذه حقيقة ولكننا في الوقت نفسه قبل أن نهيئ للشباب فرص عمل سباكة ونجارة وعمال لرعاية الخيول بدخول لا تقل عن ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف ريال كحد أدنى، ما نعمله حتى الآن لا يعدو أن يكون ادعاءً يسيء لخطوات السعودة ولكل الجهود المبذولة من أجل تحقيقها ولا يمكن أن يخدمها بأي حال من الأحوال.
|