نقلة تنموية

إضافة متميزة للتنمية تتمثل في الطريق الذي وضع حجر الأساس له أمس سمو ولي العهد والذي يعتبر إضافة لا غنى عنها لمنطقة حافلة بالإمكانات الاقتصادية والسياحية وهي فوق هذا وذاك تعتبر من المناطق الواعدة من جهة العطاء الاقتصادي بما تتوفر عليه من ميزات طبيعية ومعطيات للنمو يزيد منها هذا الطريق الذي يتكلف 600 مليون ريال، كما يعتبر الطريق إضافة متطورة لذلك القائم حالياً، والمحاذي له، من جهة المواصفات الأحدث.
المناطق الثلاث التي يربط بينها الطريق: الطائف والباحة وعسير، تأتي في مقدمة الوجهات السياحية في المملكة، وهي التي يعول عليها كثيراً في تطوير صناعة سياحية قد تشكل جزءاً مقدراً من دخل هذه البلاد، فهذه المناطق الثلاث موهوبة بصورة طبيعية، وهي لذلك تحتوي على المقومات المثلى التي يمكن تطويرها والبناء عليها لإنجاز الصرح السياحي المأمول.
وما تم على هذا الصعيد يبشر بنتائج أفضل مستقبلاً، خصوصا أن الامر يعتمد إلى حدٍ كبير على مبادرات القطاع الخاص، الذي بات رقماً مهماً في مجمل حركة البناء والنماء في هذه البلاد، وصار يضطلع بإنشاء وتشغيل المشروعات ذات الحجم الكبير التي كانت في الماضي مقصورة على الجهات الحكومية.
وللطريق الذي ينطلق في مسارين مزاياه الأخرى المرتبطة بما ذهبنا إليه، فهو يوفر قدراً أكبر من الأمان في منطقة جبلية وعرة شهدت واحدة من أبرز ملاحم بناء الطرق بما تطلبته من وسائل وطرق هندسية مبتكرة ونادرة على نطاق العالم.
ولهذا فإن الطريق يشكل نقلة حقيقية من خلال هذا الربط المثالي بين مناطق عزلتها موانع طبيعية تتمثل في الجبال بصفة خاصة والوديان العميقة.
وكل هذه الانحاء موعودة بقفزات تنموية تستفيد، بشكل خاص، مما تحتويه من مزايا طبيعية يمكن تكريسها للتطوير السياحي أو الزراعي، وفي كل الأحوال هناك دائماً مجال للاستثمار الاقتصادي الذي يفيد من جملة من المعطيات المشجعة التي تحفّز على العمل في بيئة تتوافر فيها مقومات العمل التجاري والاستثماري.
النقلة التي يمثلها الطريق ستواكبها بلا شك نقلة موازية على صعيد الاستثمارات المنتظرة، وهناك دور كبير بانتظار القطاع الخاص الذي له بصمات واضحة فيما يجري الآن في المنطقة، غير أن التصور المستقبلي ينطوي على عمل بمواصفات عالمية تفترض أن تكون السياحة عنصراً جاذباً ورقماً مهماً بإمكانات تحقق المرجو منها بما في ذلك مساهمتها في مجمل الدخل القومي.