واشنطن تأمر مواطنيها بمغادرة القطاع وتحث على إصلاح الأمن الفلسطيني
إسرائيل تقصف غزة وتعزز وجودها العسكري قرب بيت حانون

* غزة - القدس المحتلة - واشنطن - بلال ابودقة - الوكالات:
اعلنت مصادر امنية فلسطينية ان ثلاثة فلسطينيين جرحوا صباح امس الاربعاء في انفجار صاروخ اطلقته مروحية اسرائيلية قرب مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة.
ولم تتمكن المصادر الامنية من تحديد الهدف الذي اطلق عليه الصاروخ.
وقبل ذلك كانت مروحيات إسرائيلية اغارت على منطقة تل الزعتر الواقعة بشمال قطاع غزة مطلقة صاروخا واحدا على الأقل.
ولم يتضح في حينه حجم الخسائر البشرية والمادية التي خلفها القصف الصاروخي على المنطقة المزروعة بأشجار الزيتون.
الاعتداءات الاسرائيلية شملت صباح امس ايضا قيام قوات الاحتلال بقصف منازل المواطنين في المنطقة نفسها، وقال شهود عيان إنّ دبابات الاحتلال المتمركزة عند منطقة بيارة تل قليبو أطلقت عدّة قذائف تجاه المنازل الواقعة في منطقة تل الزعتر شمال مخيم جباليا للاجئين.
وأفاد شهود العيان، من جانب آخر، أن القوات الاسرائيلية المتمركزة في شمال قطاع غزة منذ قرابة شهر وسعت نطاق عملياتها واتخذت مواقع جديدة على الاطراف الشرقية لمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين.
وتبعد المواقع الجديدة التي اتخذتها القوات الاسرائيلية مئات الامتار إلى الغرب من مواقعها الحالية وتهدف إلى زيادة المسافة بين إسرائيل والمناطق التي يطلق منها الناشطون الفلسطينيون الصواريخ باتجاه اسرائيل.
ويتراوح المدى المؤثر لصواريخ (القسام 2) التي يطلقها الناشطون باتجاه بلدة سديروت الاسرائيلية خارج قطاع غزة بين تسعة ونصف امتار وعشرة أمتار. وتبعد المواقع الجديدة للقوات الاسرائيلية 3.8 كيلومترات عن سديروت. ووصف مسئولون عسكريون التحرك الجديد للقوات بأنه (إعادة انتشار في ضوء تطورات الموقف).
اما في الضفة الغربية فقد اجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلي مساء الثلاثاء عدة أحياء من مدينة نابلس في وأفاد مراسل الوكالة الفلسطينية أن قوات عسكرية معززة اجتاحت أحياء رأس العين رفيديا والمريج وحاصرت بناية بكر أبو حجلة واعتقلت الشابين وجدي جودة (26 عاما) وساطع عبد الهادي كما استولت هذه القوات على منزل أبو الحيات في حي رأس العين وحولته إلى نقطة عسكرية.
ومن جانب آخر طلبت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء من رعاياها مغادرة قطاع غزة على الفور وتأجيل سفرهم الى اسرائيل او الضفة الغربية بسبب تصاعد الاضطرابات في المنطقة.
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان الوضع ما زال غير مستقر بعد خطف مواطن اميركي، الشهر الماضي، وتصاعد المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
واضاف البيان (بعد إقدام اسرائيل على تصفية اثنين من مسؤولي حماس خلال اقل من شهر هددت عناصر من حماس ومن منظمات ارهابية اخرى في تصريحات انهم سيهاجمون المصالح الاميركية).
وبالاضافة الى ذلك، ينصح هذا التحذير الجديد الذي يأتي بعد التحذير الذي وجه في 28 نيسان - ابريل الماضي، الرعايا الاميركيين المتواجدين في اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بتحاشي الاماكن العامة مثل المطاعم والمقاهي وممرات المشاة والحافلات العامة ومحطات توقفها وكذلك التظاهرات.
هذا وقد اعتبرت الولايات المتحدة ان المواجهات التي جرت مؤخرا في قطاع غزة تثبت الحاجة الماسة الى اصلاح اجهزة الامن الفلطسينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر ان المواجهات الاخيرة (تذكرنا الى اي حد مهم للسلطة الفلسطينية ان تتحمل مسؤولياتها الامنية في غزة).
واضاف خلال لقائه اليومي يوم الثلاثاء مع الصحافيين (يجب ان يكون للفلسطينيين نظام امني موحد بإمرة سلطة مدنية ويكون قادرا على تحمل مسؤوليات حقيقية في غزة).
واشار باوتشر الى ان هذه الفوضى تعيق تطبيق خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة.
وفي تطور آخر نقلت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بصورة مؤقتة الاجانب العاملين لديها في قطاع غزة إلى المكاتب التابعة لها في الاردن.
وقال بيتر هانسن المفوض العام للوكالة إن استمرار العمليات العسكرية للجيش الاسرائيلي في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة والازمة الداخلية التي تشهدها السلطة الفلسطينية في الوقت الحاضر (دفعتنا إلى الحد من تعريض العاملين في أونروا للخطر).
وأضاف أنه ومعاونيه وعدد قليل من العاملين الاجانب في غزة سيواصلون عملهم في تقديم المعونات العاجلة من الوكالة للاجئين الفلسطينيين.
ومن جانبه اعلن برنامج الغذاء العالمي يوم الثلاثاء انه سيمدد لمدة عام برنامج مساعداته الطارئة للاراضي الفلسطينية بسبب الوضع الاقتصادي الذي ما زال يتدهور في هذه المنطقة.
وسيوزع برنامج الغذاء العالمي هكذا المواد الغذائية على حوالي 480 الف فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، حسب ما اعلنت هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة في بيان مقدرة بـ41 مليون دولار كلفة البرنامج الجديد.