الولايات المتّحدة تعلن الحياد في الحرب العالمية الأولى

في مثل هذا اليوم من عام 1914 بينما كانت الحرب العالمية الأولى مشتعلة الأوار في أوروبا، أعلن الرّئيس وودرو ويلسون حياد الولايات المتّحدة رسمياً، حيث تؤيد الغالبية العظمى من الأمريكان هذا الموقف. ومع ذلك، سرعان ما تبدد أمل ويلسون في أن تكون أمريكا محايدة في الفكر وفي الفعل مع محاولة ألمانيا محاصرة الجزر البريطانية. وقد كانت بريطانيا إحدى شركاء أمريكا التجاريين المقربين، وتصاعد التوتّر بين الولايات المتّحدة وألمانيا عندما غرقت العديد من سفن الولايات المتّحدة المتجهة إلى بريطانيا بسبب الألغام الألمانية.
وفي فبراير 1915، أعلنت ألمانيا حرباً شاملة ضدّ كلّ السفن، محايدة أو غير محايدة، إذا دخلت منطقة الحرب حول بريطانيا. وبعد مرور شهر على ذلك، أعلنت ألمانيا بأنّ طرّاداً ألمانياً قد أغرق السفينة الأمريكية وليام بي. فري، وهي سفينة خاصّة كانت تنقل حبوباً إلى إنجلترا. وقد اشتعل غضب الرّئيس ويلسون، ولكن اعتذرت الحكومة الألمانية ووصفت الهجوم بأنه خطأ مؤسف.
وفي أوائل مايو 1915، نشرت عدّة صحف صادرة عن مدينة نيويورك تحذيراً للسفارة الألمانية في واشنطن يقول بأن الأمريكان الذين يسافرون على السفن البريطانية أو سفن الدول المتحالفة مع بريطانيا سوف يتحملون مغبة ذلك. وقد تم وضع ذلك الإعلان على نفس الصفحة المنشور عليها الإعلان عن الإبحار الوشيك للباخرة لوسيتانيا البريطانية العابرة للمحيطات من نيويورك إلى ليفربول. وفي السابع من مايو، تم إغراق الباخرة لوسيتانيا حينما ضربت دون سابق إنذار بطوربيد أطلق من قبل غوّاصة ألمانية بجانب ساحل إيرلندة. ومن بين ركابها البالغ عددهم 1959 شخصاً قتل 1198 شخصاً، من بينهم 128 أمريكياً.
وقد أعلن أنّ الباخرة لوسيتانيا كانت تحمل حوالي 173 طناً من الذخيرة إلى بريطانيا، حيث ساق الألمان هذه الذريعة لتبرير الهجوم. وقد أرسلت الولايات المتّحدة ثلاث مذكرات إلى برلين تحتجّ على ذلك، واعتذرت ألمانيا وتعهّدت بالتوقف عن شن الحرب على السفن. ومع ذلك، في شهر نوفمبر، أغرقت غواصة ألمانية باخرة ركّاب إيطالية دون سابق إنذار، مما أدى إلى مصرع 272 شخصاً، من ضمنهم 27 أمريكياً. وبدأ الرأي العام في الولايات المتّحدة في الثورة ضد ألمانيا.
وفي أواخر شهر مارس أغرقت ألمانيا أربع سفن تجارية أمريكية، وفي أبريل اجتمع الرّئيس ويلسون بالكونجرس ودعا إلى إعلان الحرب على ألمانيا. وفي الرابع من أبريل، صوّت مجلس الشيوخ لصالح إعلان الحرب على ألمانيا. وبعد يومين، صدّق مجلس النوّاب على ذلك بأغلبية 373 صوتاً ضد 50 صوتاً، ودخلت أمريكا الحرب العالمية الأولى رسمياً.