في مثل هذا اليوم من عام 1972 تمت إدانة المتهم الذي حاول اغتيال الحاكم جورج والاس وحكم عليه بالسجن لمدّة 63 عاماً من قِبَل إحدى محاكم ميريلاند، بالولايات المتحدة الأمريكية. والمتهم آرثر بريمير، 21 عاماً، من ميلووكي ويسكونسن، قد أطلق النار على والاس في اجتماع سياسي أثناء إحدى جولاته الانتخابية في مدينة لوريل، بولاية ميريلاند في 15 مايو. وقد اكتسب والاس، حاكم ألاباما، سمعة سيئة في الستّينيات بسبب تأييده لسياسة الفصل العنصري حيث أصيب بالشلل نتيجة إطلاق النار عليه وأصيب ثلاثة أشخاص آخرين في الحادثة. وقد استغرقت هيئة المحلفين المكونة من ستّة رجال وستّ نساء ما يزيد عن ساعة ونصف الساعة للتوصّل إلى قرارهم في نهاية محاكمة استمرت خمسة أيام في مارلبورو، بولاية ميريلاند.
وزعم الدفاع أنّ بريمير كان في حالة من فقدان العقل وغير مسئول قانوناً عن تصرفاته في وقت إطلاق النار، ولم تكن لديه القدرة على إدراك أفعاله.. ولكن المحكمة رفضت هذه الحجّة بعد أن زعم الادّعاء بأنّه كان يتمتع بكامل قواه العقلية. وعلق والد المتهم على الحكم قائلاً: (أنا لا أستطيع فهم عدالة ميريلاند). وأعلن ممثل الادعاء آرثر مارشال، أنّ بريمير كان يسعى وراء الشهرة وأنه يأسف لعدم الحكم بالإعدام عليه.. وأضاف مارشال أن المتهم (كان يعلم بأنّه سيتم إلقاء القبض عليه وأنّه سيقدم للمحاكمة).
وقد تم نقل بريمير من المحكمة في سيارة شرطة تحت حراسة مشددة لبدء قضاء فترة العقوبة، ولم يتم معرفة مدى سوء حالة الحاكم وما إذا كان سيتعافي على نحو يمكنه من مواصلة حملته الانتخابية للرئاسة.
وفي نهاية عام 1972 قام ثلاثة من قضاة الاستئناف بتخفيض الحكم إلى 53 عاماً، وهو يقضي الحكم حاليا في سجن ميريلاند ومن المنتظر أن يكون بعمر 74 سنة عند إطلاق سراحه. وقد قضى الحاكم جورج والاس بقية حياته في مقعد متحرك نتيجة للحادثة، الذي وضع حدّا لطموحاته السياسية. وفي عام 1963 احتل حاكم والاس عناوين الصحف عندما أعلن: (تفرقة الآن، تفرقة غدا، تفرقة إلى الأبد)، ومنع السود من الالتحاق بجامعة ألاباما. ولكن في الثمانينيات، بعد فترة طويلة من العزلة، اعتذر والاس عن أعماله العنصرية المبكّرة وحصل على فترة حكم رابعة كحاكم. وعندما توفي إثر نوبة قلبية في سبتمبر 1998، عن عمر 79 عاماً، كان زعيم الحقوق المدنية الأسود، جيسي جاكسون، بين العديد من الأمريكان السود الذين عبّروا عن تقديرهم له.
|