الحزن ساد برحيلك أبا خالد
عبدالرحمن محمد العطوي ( * )

عندما تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد الاشخاص، وكان المتحدث يتكلم بصوت يملؤه الحزن، علمت ان هناك أمراً غير سار ليخبرني بوفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- فكنت غير مصدق، لأجد أن الخبر مؤكدٌ.
ولنرضَ بقضاء الله وقدره ولنتذكر قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، فهذا هو الرجل الذي أحبه الجميع بمختلف ميولهم الرياضية، وكافة أرجاء الوطن العربي كانوا يتشوقون لاحاديثه المتلفزة والصحفية، فهو من رجالات الوطن المخلصين الذي ترك بصمة ستبقى حاضرة في أذهان الجميع.
إن وفاة أبي خالد فاجعة ومصيبة استيقظ عليها الجميع الخميس الثاني عشر من جمادى الآخرة لعام ألف وأربعمائة وخمسة وعشرين للهجرة.
لقد تابعت ما يكتب عن هذا الرجل فعرفت ما لم أكن أعرفه عنه رغم بعدي عن المجال الرياضي، إلا انني قرأت عن حب وعشق الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- لنادي النصر واخلاصه وتفانيه لهذا الكيان وحب الجماهير لأبي خالد الذي يحمل -رحمه الله- موهبة الشعر والأدب.
إن الرياضة السعودية فقدت أحد الرموز الرياضية بعد ان فقدت رموزاً كبيرة للرياضة السعودية، ألا وهي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب سابقا، وصاحب السمو الأمير عبدالله بن سعد بن فهد رئيس نادي الهلال سابقا رحمهما الله رحمة واسعة واسكنهما فسيح جناته.
لقد قدم الأمير عبدالرحمن بن سعود الكثير من العطاء والتضحية والعمل الدؤوب، وتجاوز كافة الظروف خدمة للرياضة في بلاده وكذلك الدول العربية لأكثر من خمسة عقود وحتى وفاته رحمه الله، ولا نملك في هذه العجالة إلا أن نقول {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، ويقول الله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ {26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
رحمك الله يا أبا خالد رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته، واسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يدخل السكينة في قلوب أبنائه وإخوانه وكافة محبيه في كل مكان، وأن يفسح له في قبره ويجعله روضة من رياض الجنة.. إن الله سميع مجيب الدعاء.