Wednesday 4th August,200411633العددالاربعاء 18 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

شمسنا أفلت يا أبا خالد وأصبحنا كاليتامى شمسنا أفلت يا أبا خالد وأصبحنا كاليتامى
غبت.. يا (قمرنا).. ورحلت يا (حبيبنا)..!!
عبد الله الكثيري

من هول الصدمة لم أفق بعد..!!
ومن صدمة الفاجعة لم أصدق بعد..!!
ستة أيام مضت على رحيلك يا أبا خالد والقلب يتفطر على الفراق.. ستة أيام والقلم يرفض الانصياع قائلاً: إلا رثاء (الرمز)!!
نعم تحدث القلم وقال (امدح) أبا خالد، (هاجم) أبا خالد، ولكن أن (ترثيه) فلا وألف لا..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
ورحل صاحب القلب النقي..
ورحل حبيب الجميع وعاشق النصر الأول.. أحبه الناس على مختلف مشاربهم وميولهم، ورغم اختلاف البعض معه، لكنهم اتفقوا على حبه وعلى روعته وعظمته وتصريحاته (الملتهبة) التي أسهمت في زيادة أرباح الصحف!!
** عبد الرحمن بن سعود (الامير) والفارس الهمام رحل عنا بهدوء، وتركنا نحن النصراويين مثل (اليتامى)..
رحل أبو النصراويين الروحي وسيفهم (البتار) في مواجهة (التيار)!!
لقد اختلفت معك ذات يوم، وأحسبك أبي وملهمي.. ومادام الاختلاف في حب (النصر) فلا خلاف إذن بيننا؛ فالنصر يجمعنا والحب أيضاً.. ولأن ديدنك وديدني هو مقولتك الشهيرة (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) فذلك يكفي!!
نعم يعلم الله - سبحانه وتعالى - كم كان لك يا أبا خالد من مساحة حب في قلبي رغم جفائي نحوك وعقوقي تجاهك في السنوات الأخيرة، والسبب يعود إلى ابتعادي عن المجال الرياضي!!
ويعلم الله كم كانت (الفاجعة) حين سمعت الخبر المشؤوم الذي يؤكد رحيلك عن عالمنا!! لقد هزتني رسالة هاتفية في الساعة التاسعة من صبيحة الخميس الحزين، وكنت أعتقد أنها (مزحة ثقيلة) أو (شائعة خبيثة)، ولكنها كانت (الحقيقة).. بل إنها الحقيقة التي جعلتني أعتزل الكلام وأعتزل الناس وأرفض الأكل، وكان الهمّ نديمي والحزن رفيقي!!
أبا خالد.. أيا أيها (الرمز).. إني أبكيك وأرثي نفسي قبل أن أرثيك!!
أيا سيدي أيها الإنسان الكريم والعاشق لوطنك و(نصرك)، أحسبك أستاذي الأول في عالم الصحافة؛ فأنت أول من وقف معي وساندني وشدّ من أزري وأخذ بيدي إلى طريق النجاح الصحفي.. ولن أنسى أفضالك عليّ ولا نصائحك لي ما حييت..
يا سيدي أعلم أنك (غضبت) مني بعد سلسلة من المقالات التي كتبتها في (الجزيرة) بعد الإخفاقات النصراوية في السنوات الأخيرة، ولكن ذلك حصل بدافع العشق للنصر الذي لا أرضى إلا أن يكون فارسا للمنصات كما أنت!!
إني أكتب لك وأنت في قبرك نداء أخيراً أن تسمح عن (زلاتي) التي كتبتها ذات يوم، وإن كانت الأيام قد فرقتنا فحبك وحبّ نصرنا يجمعنا، حتى وإن غبت عنا
أبا خالد لن أنسى ذلك اللقاء الأول الذي جمعني بك في منزلك العامر، وكان ذلك قبل 21 عاماً وبالتحديد في مساء أحد أيام الصيف من عام 1404هـ..
وأتذكر أنه كان في ضيافتك صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز، لقد استقبلتني بتواضع جمّ وأنا مازلت في سنة أولى صحافة وكأنك تعرفني من زمن، بل انني حظيت منك بحديث صحفي شامل مازلت أعتبره حتى الآن سبقاً صحفياً مهماً مازلت أعتز به في حياتي الصحفية..
لقد فرحت أنا الصحفي الصغير الذي لم أتجاوز السابعة عشرة من العمر بحوار مع شخصية بحجم وقامة عبد الرحمن بن سعود، وفي ثنايا هذا المقال صورة شاهدة على الحوار الأول والذي لن يتكرر!!
أبا خالد يا حبيب (الملايين)، لقد شغلت الناس وملأت الدنيا بأحاديثك الصحفية وتصريحاتك (النارية) وبفيض وجدانك ومشاعرك وطيب كرمك وحسن معشرك وجمّ تواضعك.. هكذا ترحل وتتركنا!!
يا سيدي..
لا طعم للصحافة بعد اليوم (بدونك)..
ولا رياضة بعد اليوم (بدونك)..
ولا إثارة بعد اليوم (بدونك)..
* * *
كيف لي أيها الرجل العظيم وأنت ترقد مطمئنا آمنا مؤمنا بإذن الله في (ثرى العود)..
أقول: كيف لي أيها الحبيب أن انظر إلى (دكة) لاعبي النصر ولا أشاهدك..!!؟
كيف لي أن أشاهد أعضاء فريق فارس نجد وهم ينزلون إلى الملعب بدونك؟!
كيف لي أن أتصفح صحيفة دون أن أرى صورتك؟!
أنت يا سيدي ليس رمزاً فحسب، بل أنت كل (الرموز) جمعتهم في قلب واحد وجسد واحد وإنسان أتفق الجميع على حبه من الخليج إلى المحيط!!
لقد أحبك الهلالي وفرح بك الأهلاوي وعشقك الاتحادي.. أما النصراوي فقد جمع الثلاث.. لِمَ لا وأنت الرمز والعاشق الأول لفارس نجد..
لقد كنت أمني النفس أن أمدحك لا أرثيك، ولكنها الدنيا تفرق المحبين وتخطف الرجال الطيبين أمثالك يا أبا خالد..
إني أناجيك يا سيدي وأقول: من يستطيع في ساحتنا الرياضية أن يقتفي أثرك ومن هو قادر على أن يصل إلى 10% من صراحتك أو من آثارك أو من عقليتك الكروية أو من غيرتك الرياضية على نصرك؟!
نعم أنت (ملح) الرياضة والذي سنفتقدك إلى الأبد، وأنت (القمر) الذي يضيء للنصراويين لياليهم!!
وأنت (الشمس) التي أشرقت على أيامهم وأفرحتهم كثيراً بالبطولات..
يا سادة يا أحبة.. هل تتذكرون مقولاته الشهيرة؟!
هل تتذكرون يا (عزيزي)؟!
هل تتذكرون (النصر بمن حضر)؟!
هل تتذكرون (اختلاف الرأي لا يفسدّ للودّ قضية)؟!
والعشرات من مقولات (أبي خالد) الشهيرة التي ما زالت تتردّد في كل نقاش رياضي؟!
أبا خالد لقد كنت سبباً في شهرة معظم الصحفيين بأحاديثك الصحفية لهم أو الاختلاف في وجهات النظر معهم.. وحتى الحكام كنت سبباً في شهرتهم، أما الذين هاجموا النصر في شخصك فحتماً ستتوقف أقلامهم وتجف محابرهم، فما بعدك شخص مثير يصل إلى طموحاتهم، وهم في الآخر سيأفلون وستخفت شهرتهم؛ لأنك رحلت وتركتهم وهم بالتالي (الخاسرون) والنادمون على ما فعلوا تجاهك عبر زواياهم من همز ولمز وإساءة.. هدفهم الباطن النصر وهدفهم الظاهر عبد الرحمن بن سعود..
قبل الختام:
رحمك الله يا أبا خالد، فقد أديت صلاة الفجر وقرأت القرآن الكريم وتشهدت ورحلت.. فما أروعها من خاتمة، وما أحسنها من نهاية من هذه الدنيا الفانية..
قبل الوداع:
** أبا خالد.. أنت شمس أفلت وجاءنا من بعدك ظلام..!!
** غبت يا قمرنا ورحلت يا حبيبنا عن دنيانا وسنلحق بك اليوم أو غداً!!
أخيراً:
قرأت كل المرثيات وكل الزوايا بعد رحيلك يا أبا خالد، ولم أجد أروع كلاماً من كلام الأمير تركي بن خالد المشرف على المنتخب الأول في زاويته التي نشرت في الرياضية تحت عنوان (رحم الله أمير التواضع).. لقد خففت كلمات سموه من حزني على الفقيد الغالي، وأكدت معدن الرجل الأصيل الأمير تركي بن خالد الذي عدّد خصال ومناقب وسجايا الراحل الكبير، حيث وصفه بأنه أول من سانده ووقف معه في مشواره الرياضي..
إنه الوفاء من أمير وفيّ إلى أمير راحل لا ينسى ما حيينا!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved