* الجزيرة - فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
ادعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم السبت، الموافق 31 - 7 - 2004 أنها لا تعلم عن بدء كندا التحقيق في استخدام رجال الموساد الإسرائيلي لجوازات سفرها والغرض من استخدام هذه الجوازات.
وقال متحدث باسم الوزارة الإسرائيلية: إن كندا لم تبلغ السفارة الإسرائيلية لديها، أو وزارة الخارجية الإسرائيلية قيامها بالتحقيق في هذا الاتجاه. وكانت صحيفة (نيوزيلاند هارالد)، قد أفادت صباح يوم السبت ذاته، أن الحكومة الكندية تحقق في أسباب قيام، رجل الموساد الإسرائيلي، أوريئيل كالمان، الذي ما زال يخدم في الجيش الإسرائيلي، وهو أحد الإسرائيليَين الضالعين في قضية جوازات السفر المزيفة في نيوزيلندا، باستخدام جواز سفر كندي عندما دخل نيوزيلندا في مرات سابقة.
وحسب ما قاله مصدر كندي، فقد قام كالمان في العام 1999، واثناء خدمته في الجيش الإسرائيلي، بدخول نيوزلندا مستخدماً جواز سفره الكندي وليس جواز سفره الإسرائيلي.
يُشار إلى الإسرائيليين أوريئيل كالمان، وإيلي كرا، أعتقلا في نيوزيلندا في آذار/مارس الماضي وتمت محاكمتهما والحكم عليهما بالسجن لمدة ستة أشهر ودفع غرامة مالية بعد أن اعترفا بمحاولتهما الحصول على جواز سفر نيوزيلاندي من شخص معاق بطرق الغش والخداع.
وقالت نيوزيلندا إنهما يعملان في صفوف الموساد الإسرائيلي، وقد أدى الكشف عن القضية إلى حدوث توتر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ومن الجدير ذكره أن استخدام الإسرائيليين لجوازات سفرهم الكندية يعتبر موضوعاً حساساً في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فقد أعادت كندا في العام 1997 سفيرها من إسرائيل في أعقاب الكشف عن قيام عميلين للموساد الإسرائيلي (المخابرات الخارجية) بمحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، بعد أن دخلا إلى الأراضي الأردنية بواسطة جوازات سفر كندية.. وتعهدت إسرائيل لكندا في حينه ألا تكرر استخدام جوازات سفر كندية.
تقارير إسرائيلية خاصة تتحدث عن ترهل وفشل جهاز الموساد
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فقد اشتكى مسؤولون إسرائيليون من أن جهاز الموساد الإسرائيلي ما زال على حاله ولم يقم رئيسه، مئير دغان، بأية خطوات لتطويره ووقف الفشل الذي يلاحقه، وكان أريئيل شارون، رئيس حكومة إسرائيل، قد عين صديقه دغان لرئاسة الموساد على أمل إحداث تغييرات في الجهاز المذكور، إلا أن دغان اعتمد على هواه وأشخاص لا يدركون طبيعة علم الاستخبارات... والسبب في ذلك هو أن مئير دغان لم يخدم يوماً في الجهاز نفسه. وبحسب التقارير الإسرائيلية: فشل الموساد المستمر جعل من الجهاز نكتة مؤلمة لإسرائيل في أوساط الأجهزة الاستخبارية في العالم، ويفيد تقرير خاص بأن السبب في ذلك هو عقم الإدارة الحالية الموجودة في مقره بالتلة المشهورة على طريق هرتسليا، ومسلسل الفشل بدأ من فشل اغتيال خالد مشعل في عمان مروراً بالعملية الفاشلة لتركيب أجهزة تصنت في أحد المنازل بالنمسا والتي يسكن فيها أحد عناصر حزب الله، وأيضا فشله في استئجار منزل في قبرص بشكل هادىء وصولاً إلى الفشل الأخير المتمثل في سقوط اثنين من عملاء الموساد في نيوزيلندا، كل هذا الفشل المرير يجب أن تدفع رئاسة الموساد ثمنه.
وحسب تقرير إسرائيلي هام فإن شعبة العمليات في جهاز الموساد أصبحت تعاني من العفن والترهل منذ سنوات، وذلك بسبب الجيل القديم أو الحرس القديم الذي لم يعد قادراً على التفكير بخطط تناسب العصر الجديد، فهؤلاء الأشخاص لا يناسبون قيادة شعبة عمليات في جهاز استخبارات بل يمكن تعيينهم لقيادة كتيبة من الكشافة.
وجاء في التقارير الإسرائيلية : لأن علاقة رئاسة الوزراء برئاسة الموساد في السنوات الأخيرة بعد تسلم، مئير دغان، هي علاقة خاصة فإن عمليات الفشل المتكررة يتم التغطية عليها ولا يتم تقديم تلك القضية للبحث أمام اللجان المتخصصة، والحقيقة أن كون الموساد تابعاً ومرتبطاً بشكل مباشر بمكتب رئيس الحكومة وبرئيس الوزراء نفسه، ولهذا فإن فشل الموساد لا يعني فشل رئيسه فقط، وإنما أيضا فشل رئيس الحكومة، والحقيقة أن رؤساء الحكومات الاسرائيلية، منذ أيهود باراك ونتنياهو وحتى أريئيل شارون لم يمتلكوا الشجاعة الكافية لمواجهة الحرس القديم في الموساد والعمل على استبدالهم، فكل رئيس وزراء كان يضع ملف الموساد في أسفل ملفات عمله وجدول أعماله لتنتظر رئيس الحكومة المقبل وهكذا.
وبحسب التقارير، حتى إن رجال جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك) منزعجون من الفشل المتكرر لجهاز الموساد، بعض كبار المسؤولين في الاستخبارات العسكرية أكدوا أن الحل لهذا الفشل ليس عبر افتتاح المزيد من المواقع الجديدة على شبكة الإنترنت، أو نشر إعلانات لوظائف شاغرة في جهاز الموساد، وإنما إجراء عملية تنظيف أساسية تؤدي إلى إنهاء عمل كافة الأطراف التي ترتبط واقترن اسمها بالفشل وضخ (دماء شابة في الجهاز).
ونقلت التقارير أن شعبة العمليات في جهاز الموساد تحاول من خلال نشاطها في أوروبا وبعض دول المنطقة إطالة حياة هذه الشعبة والقائمين عليها عبر القيام بعمليات يكون لها صدى كبير، لكن جميع المحاولات حتى الآن باءت بالفشل.
|