ليس أقسى على النفس من تأوه شاب ينضح حيوية ونشاطاً يتطلع لبناء مستقبله بطريقة صحيحة وسليمة، يطرق في سبيل هذا البناء أبواباً قيل: إنها وضعت ليلجها، وكل شاب مثله طموح حيوي مكافح يجد في الوظيفة استقراراً نفسياً وأمناً مادياً وإثباتاً لوجوده وتأكيداً لحرصه في خدمة وطنه ومليكه ولمباهاة أهله به وتنحيه عن سفاسف الأمور، وملهيات العصر ومغريات الزمان.
ليس أقسى على النفس من تأوهه بعد أن ولج تلك الأبواب وقدّم في سبيل ولوجها مبلغاً من المال نظير دراسته وحصوله على دبلوم من أكاديمية متخصصة بتهيئة الشاب لتدريس اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية بواقع 6250 ريال للفصل الواحد، وبعد تخرجه وصحبه، والأمل يحدوهم للوظيفة بلغهم نبأ التعاقد من الخارج وأن لا حاجة لنا بدبلومكم..!!
ماذا عن المبلغ المدفوع نظير الحصول على الدبلوم؟؟ والأكاديمية تحت مظلة جامعة مرموقة ومعترف بها دولياً.
الأخبار تشير إلى أن ذلك الدبلوم غير معترف به من قبل الوزارة، فكيف يتم السكوت على بقاء أكاديمية مستمرة في إغراء الشاب بالوظيفة ونفض الجيوب مقابل الوهم ولا شيء سواه.
برامج التأهيل الحكومية أكثر أمناً واطمئناناً من الأهلية، فلماذا لا تكثف وتنتشر في مناطق المملكة ليعم النفع، وتتقلص برامج وأكاديميات أهلية مشكوك في مصداقية بعضها.
ولدينا في المنطقة الشرقية مثال يحتذى به في تأهيل الشباب هو برنامج محمد بن فهد لتأهيل وتوظيف الشباب السعودي.. حيث حدد أهدافاً استراتيجية واضحة لاستيعاب خريجي الثانوية العامة في جامعات وكليات ومعاهد المنطقة الشرقية، وإيجاد المسارات التدريبية والتوظيفية المناسبة والمتاحة للراغبين من خريجي الثانوية العامة في الالتحاق بالوظائف المتاحة في سوق العمل.
فالبرنامج يسير وفق خطة مدروسة ويوثق خططه وأهدافه ومساره من خلال نشرة دورية تصدر عنه هي (آفاق التدريب) تظهر بجلاء الصورة الصحيحة التي يسير عليها البرنامج.. وليست الصورة المعتمة التي تظهر بها بعض الأكاديميات وتعتبر نفسها عالمية!! فهل عالميتها في النصب والاحتيال على الشاب وإيهامه بوظيفة بعيدة المنال.
برنامج الأمير محمد بن فهد أطلق هذا العام برنامجاً للتدريب الصيفي، وشاركت عدد من الكليات والمعاهد ومراكز التدريب العامة والخاصة، وخطة البرنامج التدريب على مهارتي الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية متطلبات العصر.. والتدريب شامل للجنسين الفتى والفتاة، ولذوي الاحتياجات الخاصة نصيب من البرنامج.. حيث إن البرامج الصيفية فرصة لإبراز المواهب وبناء القدرات الذهنية والمهنية.
وبرنامج الأمير محمد بن فهد لتدريب وتأهيل الشباب السعودي يحمل رؤية معاصرة لحل مشكلة الفراغ وتوجيه الطاقات الشبابية.. وإنجازات البرنامج المدرجة ضمن نشرة (آفاق التدريب) تدلل على مصداقية الهدف ووثبة قدم قوية.. فهل نجد برامج أخرى في مختلف مناطق المملكة وأكاديميات واضحة الرؤية سليمة الهدف.. نتطلع وننتظر.
فاكس:8435344-03
|