في صباح يوم الخميس الموافق 13-6- 1425هـ رحل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز رئيس نادي النصر، وعميد رؤساء أندية العالم رحل عن الدنيا وانتقل إلى جوار ربه- فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته-، رحل عن الدنيا ولكنه بقي في قلوب الملايين، لم يختف لن تغيب صورته بل هي أمام الجميع، لا لا لن يختفي بل ستظل في عيون آلاف العشاق وملايين المحبين، لأنه ضحى بالكثير من أجل سعادتهم، بالكثير من جهده ووقته وماله، وضحى بالغالي والنفيس في حب الرياضة، الكل يرتاح بعد العناء الكل يحصل على الإجازة بعد العمل إلا هو، الكل يسافر للهدوء والراحة بعيداً عن أجواء العمل إلا هو، لقد عمل للرياضة بشكل عام، وقدم النصائح طرح الحلول والمقترحات، كتب العديد من المقالات لخدمة الرياضة.
لم يترك عشقه الأول حبه الأصفر، هذا الكيان العظيم الذي سهر من أجله الليالي، ضحى في حبه إلى آخر أيام حياته، لقد كان في آخر يوم من أيام حياته متواجداً في النادي، وكان يخطط للمشاركات الداخلية بطولة الصداقة، وكأس بشار الأسد، كنت معه أنا وبعض المحبين في النادي، حضرنا معه آخر التمارين تناقشنا في بعض الأمور إلى أن غادر سموه مقر النادي، واتجه كالعادة إلى المنزل، لم يتوقف العمل استمر في المنزل مكالمات، اتصالات، فاكسات لخدمة النصر، هو يعمل للنادي في النادي، وخارج النادي لم ينقطع رنين الهاتف حتى بعد منتصف الليل أي قبل وفاته -رحمه الله- بساعات قليلة، إنه كان يطبق ما يقول، ولا يهمه العمر ولا السنون، كان يردد بعض الأبيات ومنها:
عمري بروحي لا بعد سنيني
ثم لأهزأ غداً من التسعين
لعمر يجري للثمانين مسرعاً
إلى قوله والروح واقفة على العشرين
كان شعاره العطاء إلى آخر اللحظات، كان يعلم أنه مريض، ولكنه كان يخطط لإعادة النصر إلى مكانته الراقية ومنصات التتويج، كان يريد ذلك، ولكن لم يمهله القدر ولم تتركه المنية {ْإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
كان سموه يعشق التحدي ويتمسك بالأهل، كان أبا وأخاً وصديقاً في نفس الوقت كان متواضعاً، وكريماً وخدوماً يساعد المحتاجين، ويقف مع الجميع، لن تعطيه الكلمات حقه، ولن تتسع الصحف للكتابة عنه، يعجز القلم عن الكتابة ،واللسان عن الحديث عما قدمه للرياضة والرياضيين والناس جميعاً.
لقد قرر الاستمرار في العمل هذا الموسم تحت ضغوط الكبار من عشاق الأصفر، ووضع اللمسات الأخيرة، أحضر المدربين والجهاز الفني المتكامل مبكراً، وضع اللمسات الأخيرة على اللاعبين الأجانب، ولكن قدرة الله فوق الجميع، الآن رحل الرئيس، رحل الأمير... وترك الأمانة والوديعة، نادي النصر الذي بقي أمانة في رقاب محبيه وعشاقه، إنني أناشد الجميع المتميزين في حبهم للرئيس وللنادي أن يحفظوا هذه الأمانة، وأن يرعوها ويلتفوا حولها حباً له وتخليداً لذكراه ولآلاف الجماهير، نعم يجب أن يكرم هذا الرئيس هذا الإنسان يكرم بالمحافظة على الوديعة، يكرم بإقامة بطولة صداقة تحلم اسمه ويعمل مشروع خيري له، إنها دعوة صادقة، لأعضاء الشرف والمحبين بالالتفاف حول ناديهم ليعود بطلاً كما كان.
رحم الله أبا خالد وأسكنه فسيح جناته.
(*) عضو هيئة التدريس وأستاذ الكيمياء
بجامعة الملك سعود وعضو شرف نادي النصر |