مطالبة عجيبة!
أهي تقليد.. أم اتباع للهوى.. أم (فراغ)؟!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
اطلعت على تحقيق صحفي بهذه الجريدة الغراء بعنوان (شباب الرياض) وذلك في العدد 11617 الصادر في يوم الاثنين 2 من جمادى الآخرة لعام 1425هـ وكان لي مع ذلك التحقيق بعض الوقفات فأقول مستعينا بالله تعالى:
1- إن آراء الشباب ومقترحاتهم في ذلك التحقيق كانت تعبيرا عن آراء اصحابها فقط ولا تعبر عن آراء باقي شباب المجتمع في هذا الموضوع الهام.
2- صدمت كغيري بمطالب بعض الشباب وكان من أبرزها المطالبة بدور للسينما العامة، حتى قال أحدهم: (إن مطالبتهم بدار للسينما لا تخالف عاداتنا وتقاليدنا) .. ولكني أقول للأخ الكريم : إن هذه المطالبة ليست مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا فقط بل إنها مخالفة لأمر الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
3- لا أدري على أي أساس تمت مطالبة الاخوة الكرام بهذه المطالب أهي تقليد للغير؟ أم اتباع للهوى؟ أم فراغ؟ وما أدراك ما الفراغ.. فإن من المؤسف أن يبقى أكبر هم بعض شبابنا: التطعيس أو الدوران في الطرقات بغير هدف أو التفحيط أو السينما.
4- كان من المؤمل من هؤلاء الشباب أن يملوا اقتراحات بناءة ومفيدة لملء الفراغ بالمفيد النافع وخصوصا في مثل هذه الاجازة وغيرها وألا يقتصر دورنا على تحقيق رغبات هذه الأجساد الفانية والتسابق على ملذات الحياة وشهوات النفس.
ولا يكون لدينا أي تمييز بين حلال وحرام وطيب وخبيث.. حيث يقول صاحبنا في ذلك التحقيق: إذاً ما المانع من وجود دار للسينما وأن يتم تحديد أيام معينة للشباب وأخرى للاناث، فإنه لمن المؤسف والمؤلم والمحزن ان نرى بعض شبابنا يملي مثل هذا الاقتراح في مجتمعنا المحافظ المسلم بل وإن من المبكي ان نرى بعض شبابنا أيضا يضيعون أوقاتهم في اللهو والشهوات وتوافه الأمور بينما نجد أعداء الاسلام يعملون ليل نهار من أجل التفوق والرقي.
إن قضايا الشباب من أهم القضايا التي تواجه الدول والمجتمعات وذلك لأن الشباب هم العدة للمستقبل في تحقيق الطموحات والأهداف المرجوة.. ولذلك لابد من إعدادهم إعداداً قوياً، وذلك بسلاح الإيمان بالله تعالى، وبالعلم النافع، وبالأسباب الكفيلة التي تواجه تحديات العصر وهموم الشباب لأننا مطالبون بأن نعي دورنا في هذه الحياة كما وعاه أسلافنا.. وهذا كله مع عدم إهمال دور الترفيه البريء بين الشباب وأبناء المجتمع المسلم.
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به).. سائلاً الله تعالى أن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه.. وأن يرينا الباطل باطلاً وان يرزقنا اجتنابه.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.