Tuesday 3rd August,200411632العددالثلاثاء 17 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

ترنو إلى الأمل بتحقيق أحلامها ( 1 ـ 2) ترنو إلى الأمل بتحقيق أحلامها ( 1 ـ 2)
البدائع صيفها رائع (مع اكتمال خدماتها) !

النشاطات الترويحية الصيفية التي تقيمها محافظات المملكة مع بداية فصل الصيف والإجازة الصيفية هي شيء رائع وبداية على الخطوات الصحيحة بدلاً من السياحة الخارجية التي هي فساد للوقت والمال واستنزاف للاقتصاد.. ولا بد ان يصاحب هذه المهرجانات بنية سياحية تحتية متميزة كالشقق المفروشة والمسطحات الخضراء وبحيرات المياه.. ولقد كان مهرجان (صيف البدائع 25) الذي وجد المتابعة من (الجزيرة) متميزاً هذه السنة بشهادة سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الذي قال: (البدائع إبداع دائماً).. وقال إنه لاحظ الفرق بين زيارته قبل 8 أشهر وزيارته في هذه المرة وهو يشير بذلك إلى جهود رئيس بلدية البدائع محمد بن عبدالله الجلعود ورئيس لجنة التنشيط السياحي الذي بذل جهداً كبيراً لإعداد البدائع ككل لهذا المهرجان منذ تسلمه مهام رئاسة البلدية وهو في جهد دؤوب ومستمر وأضفى لمساته على المحافظة وأكمل جهود الرئيس السابق محمد المحسن والذي لا تنسى البدائع جهوده وتفانيه وإخلاصه.. إن الجهد الذي بذل للإعداد لهذا المهرجان واعداد مركز للتنشيط السياحي واعداد شوارع البدائع وتزيينها بالنوافير الجميلة الشكل، المتعددة الألوان والأشكال والمسطح الأخضر الواقع قرب المحفل وتأهيل طريق الملك عبدالعزيز وطريق الملك فيصل قد أعطى هذه الصورة المتميزة للبدائع في صيفها وحرها وبردها وقرِّها.. لقد شهدت النبهانية وشوارعها للاستاذ محمد الجلعود وها هي شوارع البدائع تشهد مرة أخرى له بهذا الجهد المتواصل والتفاني ومواصلة وقته وليله بنهاره لجعل شوارع البدائع رائعة جذابة راقية.. كما أشيد كذلك بجهود محافظ البدائع عبدالرحمن بن عبدالكريم السديس (أبو عبدالكريم) الذي رأس اللجان وتابع ونسق بين جهود مختلف القطاعات.. وكذلك جهود رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بالبدائع الاستاذ صالح بن عثمان أبا الخيل الذي هو جندي مجهول يقف خلف معظم نشاطات هذا المهرجان وكذلك مختلف أعضاء اللجان والرواد والمشاركين.
إن البدائع تسير من إبداع إلى إبداع ومن نجاح إلى نجاح.. وليست شوارعها حلة زاهية.. وهي بحاجة فعلاً إلى منتزه صيفي كبير وضخم يقام إلى جنوبها وأناشد رئيس البلدية محمد الجلعود للعمل على تأسيس هذا المنتزه البعيد عن الضوضاء وعن المدن.. لكي يكون متنفساً لأهالي البدائع يحتوي على:
أ- بحيرة مياه ضخمة، ويمكن الاستفادة من فائض مياه محطة التنقية لهذا الغرض ويقام على جانبها بوفيهات وجلسات ومحلات للانترنت والقراءة وغيرها من مرافق الترفيه.
ب- أشجار ظليلة وشلالات ومسطحات خضراء وتكوينات صخرية أو رملية وممرات للمشاة.
إن مثل هذا المنتزه إذا قامت البلدية ببناء البنية التحتية له وقامت بطرحه للتشغيل والاستثمار فسيكون مصدراً للدخل لصندوق البلدية ومركزاً متميزاً وسط منطقة القصيم نظراً لتميز موقع البدائع.
وبالنسبة لكلمة التنشيط السياحي فلي تحفظ على كلمة (سياحي) فالسياحة لغة تعني: السيحان في الأرض وفي قاموس المصباح المنير ورد في رسْم (س ي ح) ساحَ: في الأرض (يسيحُ) (سَيْحاً) ويقال للماء الجاري (سيْحٌ) تسمية بالمصدر و(سيحون) بالواو نهر عظيم دون (جَيْحُون)، وفي كتاب المسالك: إنه يجري في حدود بلاد الترك ويصبُّ في بحيرة خوارزم ويعرف بنهر الشاش. وقال الواحدي في التفسير، هو نهر الهند و(سيْحان) بالألف نهر يخرج من بلاد الروم ويمُرُّ بطرف الشام ببلادٍ تسمى (سيْن) ويلتقي مع جيْحان ويصب في البحر المِلْح. انتهى
ومما سبق نستدل أن كلمة (سياحة) تعني الجريان كالماء الجاري والسائح والمتمدد في الأرض أما النشاطات الترفيهية المقامة على أرض محد، يقصدها الناس يوميّاً فلا أعتقد أن كلمة (سياحة) و(تنشيط سياحي) هي وصف دقيق لها. بل إن السياحة لا بد أن تكون تنزها على أرض واسعة ذات آثار أو مناظر طبيعية.
وبالمناسبة فإنني أتمنى أن تقوم لجنة التنشيط السياحي في كل بلد من البلدان بالتعريف بالمعالم والآثار الموجودة بالمنطقة عن طريق القيام بجولات ميدانية عليها للتعرف عليها.. وأتمنى أن تقوم بلدية البدائع بتحويل بعض بساتين النخيل القريبة من المدينة إلى حدائق ومنتزهات ظليلة بعد شرائها وتطويرها لكي تكون منتزهات سياحية يمكن ان تضفي جواً بارداً على أيام الصيف اللاهبة الحرارة، حيث إن إقامة النشاطات الترفيهية على أسطح اسفلتية سيكون ذا أثر في زيادة الحرارة في أيام الصيف اللاهبة.. إن استغلال مثل هذه البساتين وتطويرها بزيادة الاشجار الظليلة ووضع بحيرات وشلالات مياه تبث رذاذاً من المياه سيكون ذا أثر في تقليل حرارة الجو اللاهبة في هذه الصحاري.
إن تحويل هذه الصحاري اللاهبة في وسط القصيم هو التحدي الأول أمام (السياحة) في هذه المنطقة وأين صحاري القصيم اللاهبة الحرارة من (كلمة سياحة)؟ وأين مدنها التي تغلي بالحرارة والسموم من هذا المفهوم..؟ ولكنني أعتقد أنه بالإمكان تحقيق جزء من هذا المفهوم بزيادة المسطحات المائية والمسطحات الخضراء على كثبان الرمال القصيمية بإقامة المناشط الترفيهية عليها.
وقد يقول أحدهم: وأين الموقع المناسب لمثل هذا..؟ فأقول: وما أكثرها فهذه كثبان الرمال التي تحيط إحاطة السوار بالمعصم في كل مدن القصيم وهذه الرمال مثل نفود الغميس ونفود (رامة) ونفود الشقيقة وجبال (إبان) و(خزاز) و(ساق).. وهذا وادي الرمّة الذي يمكن إسالته ولو من مخزونه من المياه المالحة التي تعود نفسها إليه فمياهه ليست صالحة للزراعة وإنما أرضه.. ويمكن ان يكون منتزهاً لأهالي القصيم.
وبالنسبة (لسياحي البدائع 25) فقد أفاد الأخوة في (منتدى البدائع) على الشبكة في الحديث عن هذا المنتدى وبرامجه حيث يقومون بتحديث البرنامج بشكل يومي مع التعليق على نشاطاته وتقديم المقترحات لتفعيلها وهذا المنتدى من أنجح وأنشط المنتديات على مستوى المحافظات وهذا يعود على نجاح المشرف العام عليه وأعضائه.
هذا المنتدى أصبح هو الصوت الإعلامي البارز بمحافظة البدائع.. وبعد تحديثه وتطويره إلى عدة مجالس ومنتديات فقد شهد إقبالاً من قبل الأهالي..
وأتمنى أن يناقش احتياجات المحافظة باستفاضة وزيادة.. فهذه المحافظة الحالمة لا تزال تحلم بالكثير من المرافق.. بعد أن شهدت نهضة زراعية كبيرة وعمرانية وتطورت وتمددت مخططاتها جنوباً بشكل ملفت للنظر.. مع بزوغ الشمس في كل صباح.. من صباحاتنا المعطرة بالأمل.. والمفعمة بالأماني.. تعانق أشعتها الذهبية.. رمال البدائع بلونها الذهبي.. وكثبانها الموشّاة بأشجار الرمث.. والمطرزة بنباتات (الريل).. وتصافح عمائرها الشاهقة.. وعسبان نخيلها الباسقة.. وشلالات مياهها الفضية.. تشرق الشموس وتغيب.. خلف بساتين النخيل.. وحقول القمح وسنابلها الذهبية.
ما بين (الرمة.. ورامة) تكبر البدائع وتنتشر بينها في عناق أبدي مع التاريخ والجغرافيا.. تعانق مجمعاتها التجارية.. عسبان نخلها الباسق.. المطرز بألوان موشاة من العسجد. تتسع ساحاتها وشوارعها الفسيحة بجانب أزقتها القديمة المليئة بأطياف الذكريات ببيوتها الطينية الحمراء المطرزة بجريد النخل.. تنمو البدائع حيث (رامة) التاريخ وأطياف الشعراء إلى الجنوب منها.. وتتوسَّد بيوتها ومزارعها على كثبان الرمال في (الأبرق) و(العيلة) و(النقا).. وتنام مزارعها على ضفاف وادي الرمَّة بجذوع نخلها وقاماتها الباسقة لتعبَّ من مياهه العذبة.. وتنعكس بقاماتها المديدة على مياهه الفضية.. تلكم هي البدائع البديعة بحسنها.. وبساتين نخلها وبرتقالها.. وكرومها وكثبان رمالها التي تعانقها حقول القمح.. والبرسيم و(القرع).
ما بين (الرمَّة ورامة) تمتد حقول المزارع الخضراء على امتداد البصر في صور رائعة لتغدو جنة من جنات القصيم ولوحة من لوحاته.
بدائع القصيم يا بدائعي
يا درَّة الأوطان في المزارع..
مطلع قصيدة لشاعر البدائع المبدع (صالح الجهني) رحمه الله.. قصيدة لا تزال الأجيال ترددها.. وتهتز لها طرباً بساتين النخيل.. وحقول القمح.. وكثبان الرمال لتنضم إلى قوافل الشعراء.. الذين تغنوا بسهول البدائع وكثبانها.
لا تزال أزقة البدائع وبيوتها الطينية وحاراتها القديمة تحكي ماضي الأجيال.. ومدرستها القديمة التي أنشئت عام 1368هـ تقريباً هي المدرسة العزيزية مدرسة عثمان بن عفان حالياً تحكي ماضي التعليم النظامي في هذه المحافظة الحالمة، هي محافظة زراعية يهتم أهلها بالزراعة.. تمتد مزارعها الخضراء ما بين فيافيها الجنوبية على امتداد رمال (الأبرق).. وكثبان (العيلة) وعلى ضفاف وادي الرمَّة الشهير حيث يصل أقصى اتساع له عند شمال المحافظة التي تقع على ربوة إلى الجنوب منه.. أهاليها عشقوا الزراعة فكانت مصدر رزقهم الأول حيث تصدِّر المحافظة التمور والخضار.. وتصدر المياه أيضاً.. وتحوي حوالي 2000 مزرعة قديمة وجديدة.. منذ القديم يحتفل الأهالي بمواسم (ختام القمح).. وبموسم حصاده.. ويحتفلون بموسم الرطب في أيام الصيف وبمواسم البطيخ والحبحب.. وبمواسم (القرع).. حيث إن بساتين النخيل تحيط بها كالقلادة.. وتنتج نخيلها ثماراً لذيذة من (السكري) و(البوحي) و(الشقراء).. و(أم الحمام) و(الكويري).. ولأهاليها عشق وحكايات مع النخيل.. لأهالي هذه المحافظة أحلام ينتظرونها.. لهم أحلام شامخة تنمو في قامات النخيل الباسقة.. مخضرة كاخضرار حقول القمح.. مزهرة كمواسم الربيع، قديمة كقدم جدران الطين.. البدائع تكبر وتكبر معها أحلام أهاليها وأمانيهم.. وترنو إلى الأمل ما بين الحقول الخضراء وما بين كثبان الرمال.. ومياه وادي الرمَّة.. ومنها:
مكتب للأحوال المدنية
إن الأحوال المدنية دائرة مهمة في أي مدينة ولا بد لأي مواطن سعودي من مراجعتها.. فهي الانتماء للوطن وهي الهوية.. وهي بطاقة الأحوال.. وهي دفتر العائلة.. وهي حفيظة النفوس..
إن أهالي البدائع الذين يبلغ تعدادهم أكثر من (35000 نسمة) وبنمو سنوي حوالي 3% لا يزالون يراجعون وبأعداد كبيرة مكاتب الأحوال المدنية في المحافظات الأخرى.. مما يعطل أوقاتهم.. ويزيد من الزحام على المكاتب في هذه المحافظات. وهذا المكتب أصبح ضرورة لخدمة البدائع وهجرها ومراكزها.
إن افتتاح مكتب للأحوال المدنية في (البدائع) هو إثبات لذاتها وهويتها.. وهو إراحة للمواطنين من مراجعة المكاتب في المدن الأخرى المجاورة.. وزيادة الضغط عليها .

يتبع
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved