الحمد لله على قضائه وقدره، في يوم السبت 29-5-1425هـ فقدت الأوساط الطبية طبيباً متميزاً في طبه وخلقه وتواضعه، وعلم من أعلام الطب في هذا الوطن إنه د. عوض مرعي السرحاني الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود وكبير الأطباء بالمستشفى الجامعي كان- يرحمه الله - قدوة حسنة لطلابه وزملائه في الإخلاص والتفاني في العمل حريصا كل الحرص على راحة مرضاه، يبادرك التحية، بشوش الوجه، لا يقابل الإساءة بمثلها إنما التسامح والعفو طبعه يرحمه الله.
كان متمكناً في تخصصه يحب البحث العلمي والتعمق فيه حيث نشر عدة بحوث في مجال تخصصه وله مشاركات حقيقية ناجحة داخل وخارج المملكة، شهد هذا التخصص في عهده تطوراً واضحاً في الجامعة من حيث التجهيز والامكانيات وقد تطور هذا التخصص تطورا ملحوظا بشهادة زملائه ومسؤولي الجامعة وأصبح هذا الصرح يضاهي مثيلاته بالعالم وسوف يستمر هذا التفوق إن شاء الله على أيدي زملائه في القسم لأنهم كانوا يده اليمنى ورافدا مهما من روافد النجاح، كان يتحلى بالأمانة - رحمه الله - في العمل ويراعي الله سبحانه وتعالى في مسائل الأمور المادية ولعل إصراره على العمل في أواخر أيام حياته أكبر دليل على ذلك، كذلك مراعاته للمرضى وحقوقهم المادية خاصة في القطاع الخاص وعدم أخذ ما ليس له حق فيه، كانت من صفاته المميزة وكان قدوة لزملائه في هذا بشكل خاص ومضربا للمثل رحمك الله يا أبا عبدالرحمن كنت متميزاً في كل شيء وهذا أحيانا يثير الغبطة عند بعض زملائه ولكن الغبطة الحميدة وهذا طبع النفس البشرية.
خلال السنوات الماضية رأس - رحمه الله - المجلس العلمي لتخصص الأنف والأذن والحنجرة وشهدت فترة رئاسته إرساء قواعد التدريب بالبورد السعودي، وتطوير مراكز التدريب في مناطق الرياض والشرقية وجدة وأبها وكان يحرص على نوعية المتدربين مما أكسب خريج البورد السعودي سمعة طيبة وإن شاء الله سوف نستمر على هذا النهج.
ترأس رحمه الله خلال فترة أربع سنوات مجلس الإدارة للجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة، وكان يعمل بصمت لا يحب الظهور، يشجع زملاءه ويوصيهم بالعمل المتواصل.
عملت في عهده مؤتمرات دولية ومحلية شهدت نجاحاً طبياً فيه وكل ذلك تم بجهود ذاتية وكان رحمه الله محتسباً الأجر عند الله وكان يردد كلمة (أحتسب وأطلب الأجر من الله) فأقول أحيانا في نفسي سبحان الله هل لا زال في أيامنا هذه من يحتسب الأجر من عند الله مثلك يا أبا عبدالرحمن؟!
كل هذه المسؤوليات والمهام لم تكن تنسيه واجباته الدينية فكان مثالاً يحتذى بالتدين والحرص على الصلاة وتسيير مجال طبه للدعوة إلى الله وكان يعمل ذلك كثيرا من خلال عمله، عزاؤنا لأم عبدالرحمن وأولادها وإخوانه وعائلته الكريمة الصابرين المحتسبين عند الله وإن شاء الله سوف يجمعنا الله به في جنات النعيم.
في الختام أحب أن أوجه رسائل إلى:
1- مدير الجامعة وعميد كلية الطب: نتوقع ونأمل منكم إيجاد آلية لتكريم أمثال هؤلاء النخبة المتميزة حتى بعد وفاتهم، ولو تكريما معنوياً و تخليد أسمائهم كما تفعل الدول التي تحترم علماءها وتقدِّرهم لأنهم خدموا هذا البلد عملا وعلما ولم يكن قصدهم إلا إرضاء الله سبحانه وتعالى، ولم يكن هدفهم الكسب المادي بشتى وسائله وصوره.
2- الهيئة السعودية أيضا مطالبة بالمشاركة في هذا التكريم.
3- السادة أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الجمعية السعودية المتأمل منكم إكمال مسيرة د. عوض التي بدأها ونسيان الذات في عمل خيري كهذا والعمل يد واحدة للرقي بالجمعية وتحقيق أهدافها.
(*) عضو المجلس العلمي للهيئة السعودية
أمين عام الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة |