المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم يأتونها قاصدين بيته الحرام ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام أو للعمل في هذه البلاد المباركة التي امتن الله عليها بخيرات كثيرة ومنها هذه القيادة المباركة التي تدين بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً فنجد بحمد الله هذه النهضة التي تعيشها المملكة في كافة المجالات سواء زراعية أو صناعية أو عمرانية تواكب كثيرا من بلدان العالم وذلك نابع من صدق التوجيه وصفاء النية من شعب وحكومة هذا الوطن الغالي على كل مواطن غيور ولكن مما يؤسف له أن تقوم فئة ضالة لا تعرف معاني الإسلام السامية ولا ترعى هذه النهضة فتحاول زعزعة الأمن والاستقرار الذي تعيشه المملكة عادين ذلك جهاداً في سبيل الله بدعوى الخلاص من الكفار والمشركين دون الرجوع إلى أهل العلم والبصيرة لايضاح كلام الرسول صلى الله عليه وسلم (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) وأقول وبعلمي القاصر: كيف يكون في بلاد الحرمين جهاد وأهله من أقصاه إلى أقصاه يدينون بالإسلام ويتخذونه منهجاً وسلوكاً ولم تحد قيادته عن هذا المنهج منذ قيامها على يد المؤسس رحمه الله الملك عبدالعزيز الى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله وأبقاهم ذخراً للإسلام والمسلمين.
فهذه الأعمال الإجرامية الخارجة عن القيم الإسلامية والمروءة العربية التي تستهدف وطنا مستقراً آمناً..وسيقوم هؤلاء بقتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق ويجعلون الدور السكنية أوكاراً لصنع القنابل والمتفجرات ظناً منهم أن هذا العمل جهاد في سبيل الله لطرد المحتل أو دحر الغازي ولكن نقول:أين المحتل؟ وأين الغازي؟ إن من تقتلونهم أخوانكم وأبناءكم من المواطنين ومن الرجال الذين أوكلت لهم مهمة المحافظة على الأمن وكيف تعملون هذه الأعمال في بلد اختصه الله على سائر البلدان بالامن والطمأنينة مصداقاً لقول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }.
لكن ما يعمله هؤلاء هو إفساد في الأرض وتعكير لصفو الأمن وتحجيم للنهضة التي تعيشها بلادنا وقد خابوا وخسروا ولن ينالوا بإذن الله ما أرادوا من جعل المملكة ترجع للخلف مائة عام كما نبت في زمن الفوضى والتناحر وراء العصبية القبلية والتشبث بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان من الافتخار بالأنساب والأحساب وترك الأهم وهو الدين {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.
ونقولها بكل ثقة بالله ثم بشعب وحكومة هذه البلاد: ستبقى المملكة العربية السعودية بإذن الله الحصن الحصين والدار الآمنة وقبلة المسلمين ومنارته متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرعه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لا يضرنا كيد كائد ولا حقد حاقد {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
|