عندما باشرت العمل نقلاً من الوكالة في الجوازات وكان مديرها آنذاك محمد بن ضاوي أخبرني مدير شؤون الموظفين بها، والذي كان متواجداً في مكتب بن ضاوي، بأن وظيفة رئيس قسم الأرشيف أُشغلت، وهي الوظيفة التي نقلت عليها بقرار من مدير الأمن العام، حيث كانت الجوازات لا تملك صلاحية إصدار مثل هذا القرار.
وطلبت منهم الكتابة للأمن العام بذلك، وتوقف صرف راتبي حوالي ثلاثة أشهر بين أخذ ورد حتى وجدوا لي وظيفة.. وأي وظيفة هذه التي لا أمتلك ذرة من متطلبات شغلها، وأهمها المعرفة والدراية والجدارة، وأنني لا زلت أشعر بوجود مسمى هذه الوظيفة في حياتي العملية أمراً شاذاً يحتاج إلى لفتة من وزارة الخدمة المدنية بالرغم من انتهاء علاقتي الوظيفية بطلبي الإحالة على التقاعد المبكر.
فقد كان مسماها هو: (معلم موسيقى) وأي موسيقى هذه التي اختاروني لها معلماً؟
بيد أنني لا أفقه في الموسيقى شيئاً، وظلت هذه الوظيفة؟ بمسماها تعيش معي، أفلا يوجد إصلاح بأثر رجعي لتعديل مسمى الوظيفة، والسؤال يحتاج إلى إجابة من وزارة الخدمة المدنية التي أكن لها كل التقدير والاحترام على ما حَبَتْني به من معرفة جيدة لمسميات وواجبات الوظائف، وجعلت الكثير يدين لها فيما يسرته من أنظمة ولوائح وقرارات يُهتدى بها.. وبعد 3 أشهر من الأخذ والرد بين الأمن العام وجوازات الرياض كلفني المرحوم الفريق (يحيى المعلمي) بمباشرة العمل في شرطة الرياض، وكان مديرها آنذاك (الغرابي) والمعلمي مساعداً له، ولم يخصص لي مكتباً بل وجهني بالعمل معه على ماصته، وكنت أتصفح الوارد وأشرح على كل معاملة لجهة الاختصاص تحت توقيعه..
وفي عام 1380هـ أمر الملك سعود - رحمه الله - بنقل الوزارات إلى الرياض وتخلى كثير من الموظفين في المنطقة الغربية ممن تحتم ظروفهم البقاء. وما أن علمت بمقدم وزارة الداخلية، وأن الأستاذ عمر شمس يعمل بالتكليف مستشاراً فيها، سارعت إليه طالباً النقل وشرح على معروضي لا مانع بعد موافقة الأخ محمد الغرابي، وخلال يوم واحد باشرت العمل بإدارة شؤون الموظفين وكان يشرف عليها يومذاك الأديب الراحل الأستاذ (عبدالله الغاطي) غفر الله له. وفي الحلقة القادمة البقية.
|