قد لا أكون مغالياً إذا قلت إن هناك نفراً من المديرين من تنسيهم آلية العمل الإداري أموراً لا تقل أهمية عن رغبتهم في الوصول بالأعمال المقدمة إلى نتائج تحقق الطموحات ألا وهو الجانب النفسي المتمثل في الرضا الوظيفي لدى أعضاء فريق العمل المقدم..من هؤلاء من يعمد أحياناً إلى اتباع أساليب متنوعة في العقاب منها الحسم من راتب الموظف أو الإنذار أو لفت النظر في حالة ارتكاب أي من الموظفين مخالفة تستدعي مثل هذا الإجراء الإداري الذي لا غبار عليه. ولكن لكي يكون هناك توازن في الأخذ والعطاء وتحقيقاً لمبدأ العدالة الوظيفية فلابد من مراعاة أمور أخرى أيضاً والتي تتمثل في دفع الموظف في تقديم عطاءات جديدة ومتنوعة ومستمرة عن طريق رفع الروح المعنوية لديه في حالة النشاط أو الإبداع أو الالتزام.. إلخ. فالمدير الناجح من يكوّن من مساعديه والعاملين معه خلية نشطة ممتلئة بالحماس ومتدفقة بالإنجازات الملموسة عن طريق مكافأة المجد والمخلص في توفير فرصة الترقي وتقديم الشكر له كتابة أو شفاهة والثناء على كل عمل ناجح مخلص. ولا شك أن مثل هذه الأمور لها الأثر الكبير في استمرار المجد في جده والمبدع في إبداعه والمتحمس في حماسه. فالعقاب أمر إداري مطلوب في بعض الأحايين ولكن الثناء والشكر وتقدير العمل المخلص مطلوب دائماً في جميع الظروف والأحوال.
|