** منذ ما يزيد على ثلث قرن أو يقارب نصف قرن.. أستطيع أن أذكر بالأسماء.. المسئولين الذين يتجاوبون ويتفاعلون مع ما يكتب في الصحافة.. والآخرين الذين يعتقدون أن (التطنيش) أفضل طريقة للتعامل مع الصحافة.. على أن هناك مسئولين لا يكتفون بالتطنيش.. بل يتعقبون المحرّر أو الكاتب ويلاحقونه بالشكاوي والدعاوى ومحاولة عقابه زجراً له.. وردعاً لأمثاله.. وحتى لا يقدُم مرة أخرى.. على أيّ نقد.. أو يطرح أيّ رأي.
** نعم.. هناك مسئول.. همّه وهاجسه.. التطوير والتجديد والتحديث والعمل والإنتاج.. وخدمة الناس.. والارتقاء بمستوى العمل.. والتخطيط لمستقبل أبعد.
** ومسئول آخر.. همّه الدوام اليوميّ.. والدوام في الوظيفة و(تركيد) الأمور وتحسين علاقاته الشخصية وتلميع نفسه.. والاهتمام بإبراز الإيجابيات، ولو كذباً.. وطمر السلبيات والأخطاء.. ولو أنها بحجم الجبال الشامخات.
** مسئول يتابع الإعلام والصحافة.. ويعتبرها مرآة له.. تساعده وتسانده.. وأنها جزء مهمّ من عمله.
** يتفاعل معها.. ويتجاوب مع كلّ ما يُنشر.
** ومسئول.. يعتبر كلّ ما يُنشر (حكي جرايد وخرابيط) والصحف في نظره.. إما (صْماط).. يعني (سفرة).. وأما (سْدادَةْ دريشة) وإما.. أن تشحن في (دِدْسِنْ) وتُعطى للصناعية لاستغلالها كورق.
** هناك مسئولون وضعوا إدارة للعلاقات العامة.. ومهمتها.. الردود الروتينية السريعة.. إرضاء للكاتب أو الصحيفة.. وإشعاراً للجريدة.. بأن (الموضوع محل الاهتمام) وربما يرفع سماعة الهاتف بعد تعليق المشلح ويقول لموظف العلاقات: (ردّ عليهم وكبَّرْ روسْهُم بْقُولَةْ....؟!!).
** وهناك مسئولون (انفعاليون) يردّون.. ولكن بغضب وعنف.. ويفقدون صوابهم. ويبحثون عن توافهِ الأمور.. ويحاولون تجيير المشكلة لدوافع شخصية.. في محاولة للهروب من المشكلة.. متى عجزوا عن الإجابة عليها.. ظناً منهم.. أن ذلك ينطلي على الكاتب أو على القارئ.. أو على الصحيفة.
** وهناك مسئولون همّهم.. وضع إدارة لمتابعة ما يُنشر، ولكن.. لملاحقة ومحاسبة الكتاب والصحفيين لدى (مرجعهم) وتصنيف كلّ ما ينشر.. على أنه مغرض.. وأن الناشر حاقد.. ويحاول تشويه الإدارة وتشويه مسئوليها (النظيفين.. النزيهين.. الأمناء.. الصادقين المخلصين؟!!).
** وهناك مسئول كبير بالفعل؛ لأنه يتعامل ويتصرَّف كمسئول كبير.
** لا يكتفي بمجرد التجاوب والردّ والتعامل مع ما ينشر.. بل يهاتف الكاتب أو الصحفيّ ويتحاور معه ويفهم المشكلة.. وهؤلاء بفضل الله.. هم الأكثر.
** قبل يومين.. هاتفني معالي وزير الصحة.. الدكتور الشاب حمد المانع.. مستفسراً عمّا كتبته حول (تخصصي بريدة).. ومطالباً بما لديَّ من معلومات وحقائق تسهم في حلّ ومعالجة المشكلة.. وواعداً.. بسرعة إنهاء أيّ وضع سلبي أو خاطئ هناك.. مبدياً شكره وتقديره؛ لأنني أسهمت في مساعدة الوزارة على تتبّع وحلّ مشاكلها.. وتلمّس احتياجاتها.. وكُنت عيناً للمواطن.. وعيناً للوزارة... وعيناً للصّحافة.. مُرحباً بكلّ نقد هادف بناء.. يهدف للمصلحة العامة.
** والذي يتابع نشاط معالي وزير الصّحة منذ تسلمه حقيبة الوزارة.. يدرك أنه شعلة نشاط.. وأنه لم يهدأ لحظة واحدة.. استشعاراً من معاليه.. بأهمية وخطورة هذا الموقع (صحة الناس).
** ولأن هذا الطبيب الماهر.. استشعر مسئوليته.. وأدرك مبكراً.. خطورة موقعه.. فقد توالت وتتابعت النجاحات في الصّحة.. وتراجعت وقلَّت السلبيات والأخطاء.. وشعر كلّ موظف.. وكلّ مسئول في الصّحة.. أنه تحت الرقابة المستمرّة من معالي الوزير شخصياً.. فالجولات المكوكية بين مناطق ومدن المملكة صنعت نجاحات.. وحلَّت مشاكل.. وقضت على سلبيات كثيرة.. والناس.. كلّ الناس.. ممتنة لنجاحات معالي وزير الصحة ونجاحات وزارته.
** معالي وزير الصحة.. قال لي حول الزاوية التي كتبتها عن تخصصي بريدة: (سيجد أهالي بريدة.. كلّ ما يرضيهم.. وأعدهم بمتابعة الموضوع متابعة شخصية.. وسنسعى.. وعلى وجه السرعة.. لتأمين احتياجات المستشفى).
** هذا ما قاله.. معالي الوزير.. ونحن ننقله بُشرى لأهالي بريدة.
** نحن نشكر معالي وزير الصحة.. على سرعة التجاوب ونقول: هذا.. ليس بمستغرب على إنسان لم يذق طعم الراحة، ولا يوماً واحداً منذ لحظة توليه الوزارة.. بل أدرك.. أن هذا الموقع.. لخدمة ومساعدة الناس - وليس للتشخيص والترزز!!
** ولم يضع إدارة مهمتها (تكذيب) كلّ ما ينشر.. وتفنيد ادعاءات الكاتب ووصفه بأبشع الأوصاف.
** ولم يدّعِ يوماً.. أن هذا الكاتب أو ذاك المثقف.. أو هذا الصحفي.. كان هدفه (تمرير) أموره الخاصة أو السعي لتحقيق هدف شخصي.
** ولهذا.. نجح معالي وزير الصحة.. وبقي آخرون يتوسعون في إنشاء الإدارات.. والإدارة تَلْو الإدارة.. وكلّ أسبوع (مدير جديد) مع قلة البركة.. وقلة الإنتاج.. وتعقيد أمور الناس.
|