بوتين يؤيد شراكة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة ويدعو لإقامة نظام عالمي جديد

* موسكو - سعيد طانيوس :
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مقدمات موضوعية تتوفر للشراكة الطويلة الأمد بين روسيا والولايات المتحدة. وقال في كلمة ألقاها في اجتماع السفراء الروس الذي انعقد في وزارة الخارجية الروسية اول أمس بأن العلاقات مع الولايات المتحدة تتطلب اهتماماً متواصلاً.
وأضاف إن لدينا مقدمات موضوعية للشراكة الطويلة الأمد بالاعتماد على مراعاة مصالح بعضنا الآخر والحوار البناء والسلوك القابل للتنبؤ به.
وكل هذا، على حد قوله، ضروري بالدرجة الأولى من أجل التصدي المشترك للإرهاب الدولي وحفظ الاستقرار الإستراتيجي وفرض الرقابة على الأسلحة.
ونوه بوتين بأن الاتصالات الطيبة والصريحة على مستوى قيادة البلدين تساعد على التعاون الوثيق . لكن الرئيس الروسي أشار وفي الوقت نفسه الى ان هذا وحده لا يكفي للشراكة الثابتة والاستراتيجية بالمعنى الكامل.
وقال : إنه يجب أن تهتم أوسع أوساط المجتمع الأمريكي بما في ذلك، طبعاً، رجال الأعمال بإقامة العلاقات الطيبة والبناءة مع روسيا.
وعلى الرغم من تقديمه العلاقات مع واشنطن على ما عداها , ذكر بوتين أن على روسيا أن (لا تسبح مع التيار)، وأن تمارس تأثيرها بنشاط لإقامة نظام عالمي جديد. وقال بهذا الشأن: (نمر الآن بمرحلة صعبة من مراحل تشكيل نظام العلاقات الدولية الجديد. ويبدو أن هذه المرحلة ستكون طويلة الأمد).
وأشار الرئيس بوتين إلى أن المرحلة الحالية تتميز بوجود عنصر قوي لعدم التحديد والوضوح وعدم القدرة على التنبؤ بالأحداث، وهذا ما له سلبياته وإيجابياته في نفس الوقت.
وأضاف الرئيس الروسي: نواجه اليوم تحديات حقيقية، ولكن ديناميكية الوضع تمنحنا مجالاً أوسع للمناورة، وتوفر الظروف المناسبة للعمل الإبداعي وإبداء مبادرات بناءة . ودعا بوتين الدبلوماسية الروسية الى الاستفادة من اية امكانية من اجل اقامة نظام عالمي يتجاوب مع مصالح امن روسيا وتنميتها الاجتماعية والاقتصادية. وقال : لدينا في هذه الأمور الكثير ممن يناصرونا في الرأي.
وحسب قول بوتين فإن الأغلبية الساحقة من الدول تشارك روسيا مواقفها من معالجة القضايا الدولية على أساس التعاون المتعدد الأطراف تحت رعاية هيئة الأمم المتحدة وفي إطار القانون الدولي.
وقال بوتين : ان شركاءنا يتفهمون أننا نذود عن مصالح روسيا عبر التعاون والبحث عن الحلول الوسط وليس عبر المواجهة. وقال ان سياسة روسيا في مكافحة الإرهاب الدولي، ومنع انتشار سلاح الدمار الشامل، ومعالجة النزاعات الإقليمية تحظى بالدعم. وأعاد بوتين إلى الأذهان ان روسيا تشارك بصورة مباشرة في البحث عن سبل تسوية الوضع في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية.