بوش يعيّن منسقاً لشؤون الإرهاب ويعلن إنشاء مركز وطني أمريكي لمكافحته
معلومات أدلى بها معتقل من تنظيم القاعدة بباكستان وراء رفع التأهب الأمني بالولايات المتحدة الأمريكية

* نيويورك - واشنطن - الوكالات:
قرر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أمس الاثنين انشاء منصب رئيس موحد لأجهزة الاستخبارات تكون مهمته الاشراف على أجهزة الاستخبارات الأمريكية المختلفة ولكن دون ان يشمل ذلك الاشراف على عمل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.أيه) في أول تحرك من البيت الابيض باتجاه تطبيق توصيات تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر.
كما أعلن الرئيس بوش أيضا في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض عن قراره انشاء مركز وطني أمريكي لمكافحة الإرهاب تكون مهمته الاشراف وتنسيق الجهود وضمان تبادل المعلومات بين الوكالات الامريكية المختلفة ذات العلاقة للتعامل مع التهديدات الارهابية التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية حاليا وأيضا تزويد الرئيس وغيره من كبار المسئولين الامريكيين بتقرير يومي حول التهديدات الارهابية التي تواجهها البلاد على ان يكون رئيسه تابعا للرئيس الموحد لأجهزة الاستخبارات الأمريكية في حال موافقة الكونجرس الامريكي على انشاء المنصبين.
ورفعت الولايات المتحدة مستوى التحذير الأمني الى مرتفع جداً بعد معلومات ادلى بها احد المعتقلين من تنظيم القاعدة بباكستان وفقاً لما ذكرته امس الاثنين صحيفة نيويورك تايمز الامريكية مشيرة الى ان الاهداف لهجمات جديدة تتركز بصفة خاصة على مراكز مالية في الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) إن السلطات الباكستانية اعتقلت محمد نعيم نورخان الذي يُعتقد بانه كان المسئول عن ادارة شبكة اتصالات بين اعضاء تنظيم القاعدة حيث تم نقل المعلومات بواسطة رسالة مشفرة.
ونقلت عن مسئول امريكي قوله ان المعلومات التي توفرت بعد اعتقال خان تظهر بالتفصيل المخططات التي اعدها اعضاء من القاعدة للمباني التي سيستهدفونها في نيويورك وواشنطن، حتى قبل اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.
ونسبت الى مسئول كبير في اجهزة الاستخبارات الامريكية قوله انه لم ير طيلة حياته مخططات تفصيلية على غرار تلك التي أعدها الارهابيون.. وقالت (نيويورك تايمز) ان المعلومات نقلت الى واشنطن من بعد ظهر يوم الجمعة الماضي حيث زادت على الفور من اهمية معلومات اخرى تم الحصول عليها ممن يشتبه في انهم اعضاء في تنظيم القاعدة معتقلين في دول اخرى الامر الذي ادى الى اتخاذ اجراء فوري برفع درجات التأهب في الولايات المتحدة الى مستوى مرتفع بالنسبة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن وبورصة نيويورك وشركات في منطقة نيويورك.
ومستوى (مرتفع) الذي يُرمز اليه باللون البرتقالي هو ثاني اعلى مستوى من التحذير وهذه هي المرة الاولى التي يُشار فيها الى مبانٍ محددة اثناء رفع مستوى التحذير.
وقال توم ريدج وزير الامن الداخلي في مؤتمر صحفي (تشير التقارير الى ان القاعدة تستهدف عدة مبان محددة بينها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في منطقة كولومبيا).
واضاف ان مبنيي بورصة نيويورك وسيتي جروب ومبنى برودنشال في نيوارك بنيوجيرزي على القائمة ايضاً.. وقالت إرين هيلي المتحدثة باسم البيت الأبيض (اتخذ الرئيس قراره النهائي بالموافقة على توصية (وزير الأمن الداخلي) ريدج بالمضي قُدماً ورفع مستوى التأهب).
ويقع كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين يعقدان اجتماع الخريف السنوي في اكتوبر تشرين الاول على بعد مسيرة ثلاث دقائق على الاقدام من البيت الابيض في قلب واشنطن.
وقالت سلطات نيويورك انها تدرس تقارير بشأن هجمات انتحارية محتملة باستخدام شاحنات على غرار تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 الذي قُتل فيه ستة اشخاص.
ونيويورك بالفعل في حالة تأهب امني لان مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يطلق محاولة الرئيس الامريكي جورج بوش لاعادة انتخابه سيعقد في المدينة في نهاية اغسطس اب.
وقال ريدج انه ليست هناك معلومات محددة تشير الى هجوم وشيك الا ان عدة مصادر اشارت الى ان القاعدة التي نفذت هجمات 11 سبتمبر ايلول تستهدف مرة اخرى القلب الاقتصادي العالمي، واضاف (الشيء غير العادي بشأن هذه المواقع بشكل محدد هو ان المعلومات على قدر كبير من التفصيل والجودة).
وقال مسؤول امريكي لرويترز ان المعلومات جمعت على مدار ما يتراوح بين 24 و36 ساعة ماضية ووصلت الى مستوى كثافة زجاج المباني ومتى وكم عدد موظفي الامن في العمل وموقع المصاعد والمرآب.
وفي حين امتنع ريدج عن قول من اين جاءت المعلومات فقد اشار الى باكستان باعتبارها حليفاً اساسياً الا انه لم يذكر اسم اي دولة اخرى.. واعلنت باكستان يوم الجمعة اعتقال نشط بارز في القاعدة وهو احمد خلفان جيلاني التنزاني المولد المطلوب لدى الولايات المتحدة في تفجيرات سفارتين امريكيتين في شرق افريقيا عام 1998 قُتل فيها 224 شخصاً.