من أبرز مكامن الضعف لدى فتياتنا المراهقات السعوديات بالطبع (التسرع) و(الاندفاع العاطفي)، هذا لا جديد فيه، كما أن من عجائب الفتاة المراهقة عندنا (المبالغة في الحب)، بل مصيبتهن (العجز عن قول كلمة لا)، ولكن الجديد والجدير بالتقدير أن استبانة ميدانية أعدها أحد نوادي الفتيات في بلادنا التي تم طرحها على (90) فتاة تتراوح أعمارهن بين 16 و18 سنة، هذه الدراسة، آمل أن تشكل منحنى جديداً يقوم عليه التعامل مع الفتاة السعودية في مختلف مناطقنا. تقول الدراسة الميدانية المحلية إن (16) من فتياتنا السعوديات يزعجهن في شخصياتهن عجزهن عن قول (لا)، بينما (10) فتيات تزعجهن المبالغة في الحب وعدم رؤية سلبيات الطرف الآخر في حال التعلق به، و(22) فتاة يعانين من الركون الدائم إلى الصمت المبالغ فيه في المواقف والمناسبات الاجتماعية وعدم القدرة على التعبير عن الرأي، و(25) فتاة يعانين - أيضاً من (التسويف). كما أظهرت الدراسة العديد من نقاط الضعف لدى المراهقة السعودية، ومنها (تضخيم) الأمور ونقص الصراحة مع الذات والإعجاب بالنفس.
وأخيراً خلصت هذه الدراسة إلى دعوة المراهقة السعودية بضرورة الاهتمام بصقل جوانب الشخصية والارتقاء بمستوى التفكير والاطلاع على الكتب التي تتناول أسس بناء الشخصية والاستماع إلى المحاضرات المتخصصة في هذا المجال، وأضيف زيارة المواقع الإلكترونية التي تهتم بمجال بناء الشخصية وتعديل السلوك وتطوير قدرات الذات.
أخيراً..
أعلم أن هناك من سيقول إن هذه الدراسة لا جديد فيها، فما ينطبق على المراهقة في البلدان المجاورة ينطبق على المراهقة السعودية، وأنا أوافقه تماماً ولست ممن تأسره (الخصوصية) المحلية، لكنني أهمس في أذن القارئ، وأقول: إن ولادة مثل هذه (الاستبانة) يستحق (الاحتفاء) لأنه - في نظري - مؤشر على تقدير الدراسة الميدانية واحترام (لغة الرقم) لفحص واقع السلوك الاجتماعي، ومن ثم خروجنا من دائرة التوقع والضبابية تجاه العديد من قضايا مجتمعنا السعودي والنظر إليه بعيون محلية تعتمد على الأسلوب العلمي المبني على فحص (الميدان) بعين (الرقم) أولاً.
|