لست محللاً رياضياً ولست مشجعاً أيضاً فلحسن الحظ أنني أعلنت اعتزالي تشجيع المنتخب قبل الثمانية الشهيرة بعدة سنوات! وسبب الاعتزال هو أنني مللت الهزائم الكروية التي كنت أتلقاها بصدر غير رحب! حتى النادي الذي كنت أميل إلى تشجيعه أيام الشباب تركته إلى غير رجعة لعدة أسباب كان أهمها أنه بكل تحد وإصرار وقّع عقداً طويل الأجل مع الهزيمة حتى استوطنت في أروقته ولهذا فأنا لست مجبراً على أن أختزن في ذاكرتي المزيد منها. خروج المنتخب من البطولات قد يكون بسبب مشاكل إدارية أو فنية لكن المشكلة الأساسية المزمنة كما أراها تتعلق باللاعبين وليس المدربين.. لقد مر على المنتخب عشرات المدربين العالميين وكان المنتخب أيضاً ينهزم معهم (بجدارة واستحقاق) رغم أن بعضهم الآن يحقق انتصارات مع منتخبات أخرى! في كل مرة نخرج فيها من أي بطولة قبل أن نقيل المدرب يجب أن نقيل عددا من اللاعبين ليعودوا إلى أنديتهم غير مأسوف عليهم سالمين مهزومين! المنتخب يجب أن لا ينضم إليه إلا النخبة المبدعون غير العاديين من يمتلكون مواصفات استثنائية في الجسم والمهارة وقبل ذلك بما فوق الكتفين! بعض اللاعبين الذين أعطيناهم صفة (النجوم) وبعضهم لا يستحق حتى أن يكون لمبة (سهارية) هم سبب ما يعانيه المنتخب! قد يبرز أحدهم في ناديه فنضفي عليه الألقاب الرنانة ثم ينزل الملعب متبختراً (ويا أرض انهدي ما عليك قدي) وعندما يواجه لاعبين آخرين ينكشف الوضع أن الحصان الذي راهنا عليه لا يعدو أن يكون حصاناً عادياً وماذا يمكن للمدرب أو (الجوكي) أن يفعل بحصان لا يمتلك من مواصفات الحصان إلا شكله الخارجي! وإذا استمرت هذه النوعية من اللاعبين يدخلون بوابة المنتخب دون (تفتيش) على ما يحملونه من مؤهلات عالية ويسمح لهم بالمرور فقط بسبب مؤهل مقارنتهم بلاعبي الأندية الأخرى أي أنهم أفضل من الذين أسوأ منهم في المستوى وليس مقارنتهم بلاعبين دوليين فسيخدعوننا وستنكشف أوراقهم في المنازلات الدولية وسيظلون بلا كلل ولا ملل يكتبون في سجلات منتخبنا مزيداً من الهزائم! بعض اللاعبين مثله مثل بعض (التلفونات) ذات الصفر المحلي لا يمكن أن نتحدث بها خارج الحدود! في سباق الخيول اسمع ان هناك درجة أولى وخيول بلا درجة ولكنها تركض أيضاً وتفوز على (مثيلاتها) ولكنها لا تدخل منافسة مع خيول الدرجة الممتازة ولو دخلت فسيكون نصيبها أن تملأ فراغ خانة آخر المتسابقين! يجب أن يعود أمثال هؤلاء اللاعبين إلى أنديتهم ونبحث عن لاعبين لديهم قدرات غير عادية كما كان عليه ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وصالح النعيمة ويوسف الثنيان ومحمد عبدالجواد وصالح خليفة و.. لا تسعفني الذاكرة بأكثر من هؤلاء الذين كانوا بحق لاعبين مبدعين ولهم مهارات فنية عالية وحتى ان خسروا فقد كان يشفع لهم أنهم لاعبون محلّيون بمواصفات عالمية!
|