صحيح ما ذكره صديقي عن ذلك الرجل الذي جعل موقفه من أبنائه مشرفا، موقفه موقف عز، موقف كرامة، أكثر الله من أمثال ذلك الرجل الذي حدد برنامجا ليومه، حدده لمصلحة أبنائه لإدراكه مصلحتهم.
كان منه توزيع الوقت ساعة منه خاصة للاطلاع على أحوال أبنائه، الاطلاع على حياتهم اليومية، الاطلاع على كل شيء يجدّ بعده، يجدّ في المدرسة، سؤال كل واحد منهم: ماذا قرأ؟ ماذا كتب؟ ما هو الواجب اليوم؟ هل أعجب الأستاذ بواجبه الذي حل يوم أمس؟
لقد حفظ عليهم الوقت وحفظ المستقبل، ضمنه لهم، ضمن التقدم الذي يسعى إليه، حافظ عليهم بتركيز هذه العادة الطيبة في نفوسهم، وجههم الوجهة السليمة، غرس في نفوسهم حب القراءة والكتابة، حب المذاكرة، تأدية الواجب الفردي.
حافظ عليهم من وجود فراغ يعود عليهم بمضرة - لا قدرها الله - أقفل الطريق أمامهم لإبعادهم عن قرناء السوء الذين يؤثرون عليهم في مجريات حياتهم. فحياك الله من رجل، وفقت إلى خير، وهديت إلى حق.
وحمدا لك يا رب أن العديد من رجالات مجتمعنا قد تمسكوا بهذه العادة الحسنة.
صالح بن عبد الله الجريش |