طالما جلست مرارا وأمسكت بقلمي لأحبر وأعبر، ولكنني وقفت طويلا أستلهم الموضوع المجدي الذي قد يفتح لي أبوابا أستطيع أن ألج منها بمقدرة وسطاء لأقدم لقارئي العزيز المادة الدسمة التي قد تشبع رغباته، ولكنها أيضاً كانت وقفة أكبر أمدا واستلهاما، وفكرت في أن أسلك باب الخبرة، ولكنني لم أشأ أن أكون إلى القهقرى دونما إجابة للإرادة الجامحة والطموح الجم في هذا المضمار ولاحت في الأفق فكرة الكتابة عن الحياة فقلت:
الحياة ماهي إلا درب طويل يسير فيه الإنسان والكائنات الأخرى إلى دار المستقر والمعاد ومعلوم أن كل إنسان ينوي السفر من بلد إلى بلد فإنه سيحمل في جعبته السفرية الغذاء وما إلى ذلك من إمكانات السفر الأخرى خوفا من أن ينتابه الجوع والعطش في مسيرته تلك، إذا فنحن بني البشر في هذه الحياة كالمسافرين من بلد إلى آخر، ذلك أنه مهما عاش وعمر الإنسان فإن ذلك معناه بعد النوى والشقة إلا فمآله ولا محالة إلى الموت إلى الدار الآخرة، دار الاستقرار، فيلزمنا أن نتزود لرحلتنا هذه، ولكن زادنا في هذا الدرب يختلف عنه في زواد دروب الحياة؟، وهو التمسك بالدين والتوسل إلى الله في كل ما من شأنه مغفرته ورضاؤه، لكي يبقى لنا هذا الدرب خاليا من الوحشة ومليئا بالسعادة، فلا شيء يبعث إلى السعادة ويؤدي إليها أفضل من مناجاة العبد ربه بصدق وإيمان وإخلاص، ولنذكر على الدوام قول الله تعالى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى .. إلخ}.
يحيى محمد الزمزمي |