Monday 2nd August,200411631العددالأثنين 16 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

رحم الله أبا خالد رحم الله أبا خالد

وأنا في طريق العودة إلى الوطن فجعت بسماع خبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ووقع الخبر الفاجعة كالصاعقة لهول المفاجأة.. ولكن التسليم بقضاء الله وقدره فوق كل شيء {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} صدق الله العظيم.
رحم الله الطود الشامخ الذي أسلم الروح لبارئها بعد حياة حافلة بالإخلاص والتفاني، عامرة بالصدق والإيمان.. رحل أبو خالد عن الدنيا الفانية وبلمحة بصر حيث لم يمهله القدر - وهذه إرادة الله - بعد أن أعطى لأمته ووطنه خلاصة جهده وفكره، رحم الله فقيد الشباب والرياضة الذي كان يحمل قلباً طيباً صادقاً.. وبذل كل ما يستطيع من جهد وعطاء في مجال من أهم المجالات وهو قطاع الشباب والرياضة وقدم فكره وخبراته لما فيه تطور ونمو وازدهار هذا القطاع وأهدافه باعتبار الشباب عماد الأمة ومعقد آمالها.
بذل كل ما يستطيع ليس من خلال نادي النصر فقط ولكن من خلال دوره البارز والمميز وأفكاره التي كانت تصدر عن تجربة طويلة وخبرات مكتنزة على مدى أكثر من أربعين عاماً.. أسأل الله ان يغفر له ويرحمه.
كان رحمه الله يردد المقولة الشهيرة (الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) وكان يؤمن بها ومعنيها فعلاً فقد كان يحفظ للأشخاص مودتهم ويقدرهم ولا يعتبر الخلاف مع غيره في بعض الآراء خلافاً شخصياً أو يتخذ موقفاً سلبياً تجاه من يخالفه الرأي في بعض الأحيان بل كان قلبه عامراً بالمحبة والتقدير.. اقول ذلك بكل أمانة - وقد مضى إلى بارئه - كلمة حق.ولي شخصياً مواقف لا أنساها مع سموه - رحمه الله - هي محل اعتزازي سواء في بداية حياتي العملية الشبابية والرياضية او الإعلامية او من خلال اللقاءات التي كانت تجمعني بسموه فكما قلت رغم أن سموه - طيب الله ثراه - له وجهات نظر قد نتفق أو نختلف بشأنها لكنها تظل في محيط الاحترام والتقدير الذي يكنه الجميع لسموه.. وتظل بعيدة عن الجوانب الشخصية أو خلافها.. وكنت أدرك أن نقد سموه الذي كان ينشر أو يذاع لا يقلل من تقديره الشخصي - رحمه الله - لأولئك الذين قد يختلف معهم.رحمك الله أبا خالد وأسكنك جنات النعيم فقد كنت ممن تعلق قلبه بقضايا أمته ووطنه ومن أبرز المنافحين عنها.. كنت ملتصقاً بهذا الوطن الغالي تعزه وله مكانة سامية في قلبك ونفسك، وأذكر في لقاء من اللقاءات الحميمة التي جمعتني بسموه بمناسبة دعا إليها الأخ الزميل - علي حمدان أن قضيت ساعتين في حوار ودي مفعم بالمحبة مع الفقيد الراحل وكنا في أحد شهور الصيف فسألته عن عدم قضاء إجازته او سفره فقال إنني أعشق الوطن وأفضل البقاء في الرياض، وهذا نموذج لتعلقه بتراب وطنه ومحبته وعشقه له.
وإذا أفضنا الحديث عن دوره - رحمه الله - في خدمة أمته وشبابها ورياضتها أذكر له - رحمه الله - موقفاً يدل على اهتمامه وإيمانه برسالة الأندية تجاه الشباب وتوعيتهم وتثقيفهم فقد كان له وجهة نظر هامة في موضوع خصخصة الأندية إذ كان يرى.. والحق كل الحق معه.. أن للأندية رسالة هامة تجاه الشباب ونشاطاته الثقافية والاجتماعية وتوجيههم ويجب الحفاظ والتأكيد عليها وألا تؤثر الخصخصة على هذه الرسالة والدور الهام للأندية ،إنها نظرة ثاقبة من رجل عاصر الأندية وأسهم في تطورها، وهذا الرأي الثاقب والفكر النير هو ما نحتاجه في الأندية التي رسمت لها الدولة ممثلة في رعاية الشباب أهدافاً استراتيجية في شغل أوقات فراغ الشباب بما يفيدهم ويعود على مجتمعهم بالخير.
رحم الله فقيد الأمة وغفر له.. وأسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه الصبر والسلوان.{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }

منصور بن عبدالعزيز الخضيري


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved