Monday 2nd August,200411631العددالأثنين 16 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

مات صاحب القلب الكبير مات صاحب القلب الكبير

فقدت الرياضة السعودية والعربية علماً بارزاً من أعلامها وركناً مهماً من أركانها انه فقيد الجميع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة نادي النصر السعودي ورمزه الأول وباني أمجاده والذي يعتبره جميع النصراويين ويرونه استثناء (مسؤولين ولاعبين وجماهير) الأب الروحي لنادي النصر حتى أولئك الذين اختلفوا معه في بعض الأمور.
مات أبو خالد بعد ان ترك بصمة واضحة على مسيرة نادي النصر الذي قاده ليكون في مصاف الأندية المحلية الكبيرة والأندية العربية والعالمية فقد ضحى - رحمه الله - في سبيل ذلك بوقته وماله وحتى صحته ليجعل من فريق نادي النصر فريقا يشار له بالبنان. لقد فقد الجميع صاحب القلب الكبير وصاحب الابتسامة الجميلة الذي أحب الكبير والصغير ولم يترفّع عن أحد وملك بتواضعه وحلمه قلوب الجميع.
مات صاحب الرأي السديد والكلمة المؤثرة وصاحب التصريحات الصريحة التي لا تعرف المجاملة أو جبر الخواطر!
لقد تأثر الجميع بفقد هذا الرجل العَلَم ولم يقتصر الألم على أسرته ومنسوبي نادي النصر، فلقد عم جميع الذين عرفوه أديباً وشاعراً ورياضياً ومسؤولاً وإعلامياً حتى الذين اختلفوا معه كثيرا حول آرائه وقراراته بلغ بهم التأثر بفقده مبلغه. كان رحمه الله يختلف مع الكثيرين لكن هذا الاختلاف لم يحمله أو يحملهم على الحقد أو الكراهية بل كان ذلك عملا بالحكمة التي كان يرددها رحمه الله (الاختلاف لا يفسد للود قضية). لقد قرأت وسمعت آراء الكثيرين ممن اختلفوا مع الأمير الراحل ومشاعرهم بفقده فكانت معبرة بصدق وجلاء عما يكنونه لسموه - رحمه الله - من الحب والتقدير والمكانة الرفيعة مما يؤكد اننا أبناء هذا الوطن نتعاون ونتعامل مع البعض الآخر وكأننا أسرة واحدة وبيت واحد ونحن كذلك.
رحم الله الأمير أبا خالد صاحب الآراء الجريئة والقرارات الصارمة والذي يثق بكل الخطوات التي يتخذها دون تردد أو شكوك. وأذكر هنا انني اتصلت بسموه - رحمه الله - قبل سنوات طويلة مستفسرا عن قضية أثيرت ومدى نجاح إدارة النادي في كسبها وقال لي بالحرف الواحد (أنا استغرب عدم ثقة بعض الجماهير في قراراتنا)، وقلت له اننا نريد التأكد من سلامة موقفكم فرد عليّ (ما عليك إلا الانتظار لترى أنني اتحدث بثقة لا تقبل الجدال في صحة موقفي) وفعلا بعد أيام صدق أبو خالد - رحمه الله - فيما قاله وكسب النادي القضية وسلامة القرار.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويفسح له في قبره ويجعله روضة من رياض الجنة وينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس.
وخالص العزاء والمواساة للأسرة المالكة الكريمة ولاخوة الفقيد وأبنائه واخواتهم وعائلة الفقيد وجميع منسوبي الرياضة في بلادنا بوجه عام ومنسوبي نادي النصر بوجه خاص بفقيد الجميع.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

داود بن أحمد الجميل / الزلفي-الجزيرة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved