قال تعالى في كتابه الحكيم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}..
هذه هي الحياة.. يعيش الإنسان سنوات وعندما يحين أجله.. لا يتقدم دقيقة ولا يتأخر لحظة.. الحياة طريق ودرب نسلكه لمصيرنا المحتوم.. ولا تحسب لنا إلا أعمالنا الصالحة والمميزة.. الخاصة منها والتي تتعلق بما نقدمه لأنفسنا كذخيرة نأخذها معنا ليوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وأعمال صالحة وحسنات طيبة.. والعامة منها هي ما نتركها خلفنا ليستفيد منها الآخرون والذين تركناهم من أهل وأصدقاء وجيران وأبناء وطن...إلخ.
وبالأمس ترجل عن فرسه المغوار.. فرس الرياضية.. فارس عرفه الجميع من خلال صولاته وجولاته.. وانتصاراته.. مات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود.. مات بعد ان أحيا الرياضية والرياضيين وأعطاها نكهة عالمية.. وجعل من نادي النصر الرياضي أسطورة بين الأندية السعودية، حيث يعتبر (أبو خالد) المؤسس الحقيقي لنادي البطولات ونجوم المنتخب السعودي.. نادي النصر..
جميعنا نعلم ماذا قدم هذا الفارس الصنديد إلى نادي النصر ونجومه.. ومن أهم ما قدمه حبه وتفانيه لخدمة النادي.. ودفاعه المستميت.. دافع عنه في كل الأوقات وحماه من كل الصعوبات والمشاكل وأنقذه في أحلك الساعات..
واستطاع أبو خالد أن يرفع نادي النصر إلى مصاف الأندية الرياضية العالمية..
وكان سموه يأخذ من شعار النصر سلاحاً يرفعه في وجه من ينافس النصر داخل وخارج الميدان.
لقد قال الكثير عن النصر ونجوم وانتصارات النصر.. وقال الآخرون عنه الكثير أيضاً.. عارضوه واختلفوا معه.. ولكنهم جميعاً أحبوه واحترموه.. وأكرموه.
كانت الصحف والمجلات بل جميع وسائل الاعلام تبحث عن تصريح له.. كلمة.. وكانت تتسابق الى تتويج رسائلها بأحاديثه التي تتصف بالجرأة والصراحة والمصداقية والقوة..
كان إعلامياً من (الطراز) الأول.. ورياضيا من الدرجة الممتازة.. وإنسانا عطوفاً وحنونا وصادقاً في محبته.
لقد عرفت أبا خالد بل التقيته قبل (17سنة) وبالتحديد في عام 1987م حين استضفته في برنامجي الجماهيري التلفزيوني (رواد ومواهب) وكان ذلك العام هو العام الذي فاز فيه (نادي النصر) بإحدى البطولات.. وما أكثر ما فاز في ظل قيادة الأمير عبدالرحمن.. وتحدثنا في كل المواضيع واكتشفت عدة جوانب في هذا الأمير الطيب.. إن قلبه ناصع.. ومهما اختلف مع أي كائن.. إلا أنه لا يحقد عليه.. كذلك اكتشفت في الأمير الراحل عدة مواهب من أهمها: الشعر والأدب.. وطلاقة وفصاحة اللسان.. وقوة الشخصية.. وبساطة المعاملة.. وعرفت انه الأمير الإنسان.. سليل الأمراء وحفيد الملك المؤسس.
عرفت أن الأمير الراحل لا يساوم في أي شيء يخص النصر ولونه الأصفر هو اللون المفضل عنده.
والآن أطالب الجميع بألا نبكي الأمير الإنسان لأننا لم نفقده ولن نفقده.. فكل ما حولنا يذكرنا بالأمير عبدالرحمن.. سيبقى في عقولنا وقلوبنا وأمام ناظرينا.. علينا فقط أن نرفع الدعوات لله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وان يدخله فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وكافة من عرفه من الرياضيين وغيرهم الصبر والسلوان ، ان الله سميع مجيب
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|