Monday 2nd August,200411631العددالأثنين 16 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أحكام ونصوص شرعية أحكام ونصوص شرعية
محمد عبد العزيز آل سليمان / الدمام

ديننا وبلادنا عزيزان علينا وفي أجواء هذه الأحداث أوجه هذه الرسالة إلى الشباب الذين شاركوا في هذه الأحداث وإلى جميع إخواننا الذين يحملون هذا الفكر وأرجو منهم أن يقرؤوا هذه الرسالة كاملة ويتمعنوا فيها لعل الله تعالى أن يجعل لهم فيها الخير في الدنيا والآخرة إنه سميع عليم، قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} وقال ربنا عز وجل في دعاء موسى عليه السلام لربه: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي، وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي}.
تعلمون يا اخواننا أنه منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام بدأت الحرب بين الحق والباطل وبين الخير والشر.
فكان أمر الله عز وجل لآدم بألا يأكل من الشجرة وأمر الله عز وجل الملائكة وإبليس بأن يسجدوا لآدم إذا نفخ الله فيه الروح اختباراً لهم فامتثل الملاكئة عليهم السلام الأمر وعصى إبليس ربه، وبعد ذلك أكل آدم من الشجرة فعصى ربه ولكنه تدارك الأمر وتاب سريعاً فتاب الله عز وجل عليه وفي قصص القرآن الكريم يخبر ربنا عز وجل بقواعد يجب أن تكون منهجاً في الحياة منها قوله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وعلى هذه القاعدة يكون الحساب في الدنيا والآخرة، فنبي الله نوح عليه السلام لم يضره كفر زوجته ولا ابنه كما أن زوجته وابنه لم ينفعهما أن نوح رسول الله عز وجل فكل مرهون بعمله، ثم بعد ذلك تأتينا قصة إبراهيم عليه السلام فكون أن أباه لم يؤمن لم ينقص ذلك في شأن إبراهيم عليه السلام عند ربه عز وجل، وكذلك لم ينفع أبوه كون ابنه نبي الله ومن أولي العزم من الرسل، وكذلك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كون عمه أبي لهب لم يؤمن لم يضره ذلك كما أن أبا لهب لم ينفعه كون ابن أخيه رسولاً من الله.. والقصص في القرآن الكريم من ذلك كثيرة فهذه كلها تدل على أن كل إنسان مرهون بعمله ويأخذ الوزر والأجر حسب عمله، فلذلك وجب علينا كمسلمين أن نتقيد بما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة وألا نعمم في أحكامنا فلكل حالة حكمها ولكل شخص حكمه، وقد بين لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أحكام الجهاد واضحة وضوح الشمس.
فلذلك أرجو الرجوع في أحكام الجهاد وأحكام المستأمنين وأحكام المستجيرين بالمسلمين إلى القرآن والسنة وقراءة الراجح من أقوال جمهور العلماء في جميع المذاهب في ذلك.
إذا رجعنا إلى أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام وأفعاله نجد أنه حذر من الفتن تحذيراً شديداً، وفيها الكثير من الأحاديث الصحيحة والقوية وأمر الرسول عليه الصلاة والسلام باعتزال الفتن وعدم المشاركة فيها وقد بينت السنة المطهرة أن الجهاد يكون واجباً إذا داهم البلد عدو، وفي الأحاديث الصحيحة أنه إذا أمن أحد المسلمين أياً من المشركين فهو في أمان حتى ولو كان حربياً والأحاديث في ذلك واضحة وصحيحة.
ومنها أنه عند فتح مكة أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دم سبعة من أهل مكة كانوا يؤذون النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين وقال من وجدهم فهو حر ليقتلهم ثم عفا عن بعضهم ومنهم أحد أقرباء أم هاني الذي أهدر دمه دخل عليها وطلب منها أن تجيره فأجارته ثم أخبرت رسول الله عليه الصلاة والسلام بذلك فقال النبي عليه الصلاة والسلام قد أجرنا من أجارت أم هاني.
كما أنه في أحكام الجهاد إذا تصاف جيشا المسلمين والكفار وخرج أحد المشركين من جيشه وطلب الأمان على نفسه فإنه أمنه أمير الجيش المسلم فهو في أمان محقون الدم من جميع المسلمين وإن أمنه أحد افراد الجيش سواء أكان هذا المسلم الذي أمنه رجلاً أو امرأة أو عبداً مملوكاً فذلك الجندي المشرك في أمان إلى أن ينتهي عهد الأمان ثم يؤمر بالخروج.
وبقراءة النصوص الشرعية من الكتاب والسنة المطهرة فإنه يجب توحيد الكلمة وأنه لا جهاد في بلادنا إلا جهاد الكلمة الطيبة بأمر بالمعروف ونهي عن المنكر بالتي هي أحسن، مستمدين ذلك من قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فإذا كنت لا تحسن ذلك أو لا تستطيع فيكفي إنكار المنكر بالقلب.
يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصحيح، فلذلك يجب علينا الحوار فيما بيننا والرجوع إلى الكتاب والسنة وعدم شهر السلاح فيما بيننا مهما كلف الأمر وألا نفرح الأعداء علينا فإن أعداءنا لن يستطيعوا أن يضرونا مهما بلغوا من القوة إلا إذا ضربوا بعضنا ببعض وفككونا من الداخل.
ومعظم المنظمات العالمية المسلحة وغير المسلحة والتي لها بروز وظهور هي منظمات مخترقة من الداخل سواء كان هذا الاختراق قليلاً أو كثيراً وهي مخترقة من قبل استخبارات دول أخرى للاستفادة منها.
وفيما يلي توضيح ذلك:
فكل منظمة لها أربعة أركان رئيسية:
1- الركن الأول القيادة.
2 - الركن الثاني المساندة.
3 - الركن الثالث رأس الحربة وهم الوقود.
4 - الركن الرابع الهدف.
أما الركن الأول وهم القيادة وفي الغالب فإن هذه القيادة تكون في أناس ثابتين لا يتغيرون ومن أهل البلد الذي ينتمون إليه أو أهل الديانة التي ينتمون إليها ويكون لهم أهداف شبه ثابتة قد تتطور مع الوقت فهي قيادات ثابتة في مناصبها. الركن الثاني وهو الأخطر وهم المساندة فهم ايضا شبه ثابتين في مناصبهم ومعظمهم غير معروف وغير مشهور لأن من مصلحتهم البقاء، كذلك مندسون بين صفوف المنظمات على اختلافها ويكمن خطر هؤلاء في كون العملاء في الغالب يكونون فيهم ولا يعلمون بهم، وأي دولة أو أجهزة استخبارات تستطيع أن تجند العملاء منهم ولا يعرفهم أحد فهؤلاء العملاء قريبون من الخير بعيدون من الشر فهم يقبضون الرواتب الكبيرة والأموال من جهات أجنبية ويوصلونها إلى تلك المنظمات ويصلون المنشورات التي تخدم اهدافهم إلى تلك المنظمات فمثلهم كمن يجلس بالقرب من النار كلما ضعفت أوقدها حتى تبقى مشتعلة ويحاولون توجيهها لمصلحة من جندهم من أعداء أمتهم أو ديانتهم وهؤلاء لا يخاطرون بأنفسهم أبداً ووراءهم من يساعدهم ويسهل هروبهم عند الأزمات وعن طريقهم يستطيع من جندهم أن يعرف أهداف تلك المنظمة وأين ضربتها ومتى تقع كما أن لهم دوراً في اختيار الأهداف التي سوف تضرب وتخدم مصلحة من جندهم، فتعلن بعض الإذاعات أو الدول مثلاً أنه سوف يحدث انفجار أو عمل معين خلال الأيام القادمة ثم في الغالب يقع ذلك.
الركن الثالث وهم رأس الحربة أو الوقود وهؤلاء مثلهم كمثل الذخيرة إذا انتهت وضع بدلا منها فهم في الغالب من المجندين من أهل البلد جميعاً بدون استثناء ويندر أن يكون معهم أحد من غير بلادهم وهؤلاء هم الركن الوحيد الذي يتغير دائماً لأنه كلما مات منهم أحد جند بدلا منه من الجدد فهم الضحية دائماً والقتل يكون دائماً فيهم لأنهم هم الذين دائماً في الواجهة ودائماً يكونون من الشباب فهم رأس الحربة الذي يرمى به لتنفيذ الأهداف، وهم دائماً من الشباب.
الركن الرابع هو الهدف، وهو الهدف لتلك المنظمة فإذا كانت هذه المنظمة مسلحة فالهدف غالباً تختاره القيادة وقد يكون للمستشارين العملاء المتواجدين مع القيادة أو العملاء بين القيادة والمنفذين دور كبير في تحديد الأهداف أو التشجيع على ذلك أو وضع الخطط لمصلحة من جندهم وتسريب الأخبار إلى من جندهم.
وللعملاء دور خطير أيضاً وهو تمجيد القيادات بالثناء عليها وإعطائها أكبر من حجمها إعلامياً وإيصال الكتب والمنشورات إليها لجعلها أكثر صلابة وقوة، وتخدم هذه المنظمات أهداف أعدائها وهي لا تعلم.
وفي الختام أسأل الله العزيز الحكيم أن يجنب بلادنا وبلاد المسلمين كل مكروه وأن نكون في طليعة الأمم في التقدم والازدهار وأن نكون يداً واحدة مخلصة تؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وأن نكون أيدي بناء لبلادنا لا أيدي هدم وألا نفرح أعداءنا علينا والله الموفق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved