Monday 2nd August,200411631العددالأثنين 16 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

اجتماع الكلمة اجتماع الكلمة
عوض بن حسين مغرم الشهري - عضو الدعوة بمكة

ان الاجتماع أمره عظيم وخطبه جسيم وان الإنسان ليسمع كلمة الاجتماع أو يقرأها ينشرح صدره فكيف إذا صارت واقعاً عملياً، ! فإن السعادة تزيد من الأفراد والمجتمعات وهذا يحتاج إلى التعاون والصبر والتواضع والعمل بالقرآن والسنة، والآيات كثيرة في هذا. قال تعالى {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. فالتفرق والشتات من أعمال الجاهلية. والإسلام جاء بالاجتماع وإصلاح ذات البين. وفي الحديث (إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً... ومنها أن تعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا.. أن تطيعوا من ولاه الله أمركم...).
وإن قلة المعاصي والمنكر من أسباب الاجتماع لأن العداوة والبغضاء تكثر عندما تنتشر المعاصي قال تعالى {فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}. ومن هنا تأتي أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو من أسباب اجتماع الكلمة.. لأن كل من أراد تفريق الكلمة أسكته الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فتبقى كلمة الحق ظاهرة وكلمة الباطل زاهقة. ومعرفة حق أهل العلم الراسخين من أسباب اجتماع الكلمة لأن العلماء إذا كانوا مرجعاً للأمة اجتمعت الكلمة وإذا أخذت الفتاوى من أناس لم يعرفوا بأخذ العلم عن أهله فأفتوا فتاوى كانت سبباً في تفرق الكلمة. وطاعة الأمراء ونصحهم والدعاء لهم والصبر على أذاهم وعدم غيبتهم من أسباب اجتماع الكلمة وعكس ذلك من أسباب تفرق الكلمة. وأخيراً أعجبني كلام أحد العلماء حين قال (لأن أكون ذنباً في الحق خير من ان أكون رأساً في الباطل).
لأنه يريد اجتماع الكلمة ولا يريد تفرقها وإن في قصص السلف ما فيه عبرة لمن أراد جمع الكلمة.
أرجو الله ان يجمع الشمل وان يصلح القلوب وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved