Monday 2nd August,200411631العددالأثنين 16 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

حين عاد لي ذوقي بعد غياب حين عاد لي ذوقي بعد غياب
وصايف إبراهيم الخويطر

كانت معي في نفس الفصل.. أراها تجلس في المقعد الأمامي.. تشارك بفاعلية.. تتحاور وتناقش المعلمة والطالبات.. وأنا أراها بعين معجبة.. وابتسامات تشجيع.. ولا أنسى شهادة إحدى المعلمات عندما قالت عنها أذكى طالبة مرت عليها في كل سنوات خبرتها السابقة.
لم يكن ذكاؤها فقط ما يلفت نظري بل أدبها.. أسلوبها.. احترامها للغير.. على الرغم من صغر سني إلا انني تمنيت حينها ان أكون صديقتها المقربة.. لأرى ذلك الجمال والكمال عن قرب.. فيقولون ان الصورة عن قرب تكون أوضح. وشاء القدر أن تكون بجانب مقعدي الدراسي في السنة التي بعدها.. فرحت كثيراً.. ووطدت علاقتها معي.. جذبتني بكل شيء.. إلى ان أصبحت مع الأيام والشهور رفيقة الدرب.. وأكثر من أخت.. بل قدوة!
كنت أراها أجمل الجميلات وعندما أوصفها لأحد أبدأ بوصف شكلها وملامحها وهيبتها.. وانتهي بوصف معدنها الأصيل وأخلاقها الكريمة.. ولكن بعد أربع سنوات انتقلت الى مدرسة أخرى ولم تستطع اللحاق بي فحزنا كثيراً.. ومضت الأيام تلو الشهور .. حياة جديدة.. صديقات جدد.. مرت أكثر من سنة.. نسيتها تقريباً فلقد اكتفيت برفيقاتي!
وقبل شهر تقريباً.. ذهبت لإحدى المناسبات أنا وقريبتي واخبروني هناك ان (فلانة) موجودة في الحفل وتبحث عنك بشدة عندما علمت أنك ستأتين.. سألتني قريبتي (ومن هي فلانة؟) فأخبرتها انها كانت صديقتي المقربة قديماً ساءت الأقدار فافترقنا والتهينا بمشاغل الدنيا.. وأنا متأكدة عندما ترينها ستبهرك فهي جميلة جداً.. سبحان الخالق لا يوجد بها شيء غير معتدل!
واقبلت من بعيد.. أنها هي! سألتني قريبتي باستغراب: تلك؟؟ التي شعرها مجعد كثيف غامق؟ غريبة الملامح.. تكادين لا ترين عيناها..!! أين الجمال الذي تحدثت عنه بالضبط؟! لا أعلم.. لا أعلم واخفضي صوتك لئلا تسمعك.
جاءت.. وصافحتني.. وجلسنا نتكلم عن حكايات الماضي.. وأحوالنا الآن.. وأمور كثيرة.. بدأت مع الوقت تجذبني وتجذبني أكثر.. نعم!! تذكرتك جيداً لم تتغيرين ابداً.. نفس أسلوبك... نفس كلامك.. نفس الملامح والابتسامة.. وتلك العيون اللامعة لم تتغير.. صدقيني انت كما كنت بالضبط قديماً.. لم يتغير شيء.. إنما أنا التي تغيرت عنك..!
وعدت أراها.. رائعة لا أملّ من رؤيتها.. وابتساماتها الصادقة تريحني كثيراً وأدركت حينها ان من أحب شخصاً غالباً ما يراه فوق الناس.. حتى قبحه ينساه تماماً فالشكل لا يجذب بقدر ما الشخصية والاسلوب يجذبان فبمقدروهما ان يجعلا الجميلة عادية وغير مريحة! والقبيحة أو متواضعة الشكل بالغة الجمال.. وفي منتهى الجاذبية.
وعدت لأقول لك.. ليس رفعاً لمعنوياتك او جبراً لخاطرك ولكن صدقيني ان قلت لك انك بعيني اجمل صديقاتي.. وأكثر من يجذبني وارتاح له.. وأتمنى من كل قلبي.. أن يراك هكذا.. غيري كثيرون.
وعندما رجعنا قالت لي قريبتي: فقدت الأمل في ذوقك..!
فقلت.. بل أخيراً عاد لي ذوقي.. الذي طال غيابه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved