* في مجال خدمة المجتمع الذي ركز عليه تقرير الكلية، وفي ص (17)، نقرأ: (كما قام مركز التدريب وخدمة المجتمع بإنجازات متعددة في مجال عمله، تمثلت في التخطيط لعقد دورات تدريبية سريعة المدى لمختلف شرائح المجتمع (إلخ).. وأتوقف عند - مختلف شرائح المجتمع - ما هي هذه الدورات السريعة المدى؟ وفي أي المجالات، وما مساحتها؟ وما نتائجها، إذا ظهرت لها نتائج!؟
* وقرأت في ص (17) فقرة (2) دبلوم تعليم اللغة الإنجليزية لحملة البكالوريوس، ويؤهل المتخرج للتعليم الابتدائي، (المستوى الخامس - الدرجة الثانية).. وأسأل: من ومتى نرى ونجد خريجاً يعلم في المرحلتين الإعدادية والثانوية وبدرجة أولى!؟
* في فقرة (3)، (دبلوم اللغة الإنجليزية العامة لحملة الشهادة الثانوية، ويؤهل المتخرج لمجموعة من الوظائف الإدارية) مترجم، سكرتير، مساعد إداري - المرتبة الخامسة - الدرجة 1).. وأنا أشك في أن حامل هذا الدبلوم من خريج الكلية، يستطيع أن يكون مترجماً وسكرتيراً.. لأني رأيت أن مستوى خريج الثانوية في الإنجليزية لا يفقه شيئاً في هذه اللغة!
* إن الخلل الذي نجده في الدارس، مرده التعليم العام الردىء، والطالب الذي يتوجه إلى الجامعة وكليات المعلمين وما إليهما بذلك الزاد المتدني جداً، لا تستطيع كلية المعلمين، ولا الجامعة أن تخلق منه كياناً جيداً أو متميزاً مهما فعلتا من جهود وتضحيات، وأحتفظ باحتياطي، أنني أستثني من هؤلاء وأولئك النوابغ، فإنهم لا يقاس عليهم!
* إنني أدرك ويدرك أساتذة التعليم المتميزون أن الترجمة وإتقان الإنجليزية شيء عسير في مجتمعنا والمجتمعات العربية التي تدرس في مناهجها لغات أجنبية، وأستثني المدارس الخاصة، والمتخصصة في تعليم اللغات.. وليسمح لي الإخوة في كلية المعلمين أن أقول: إن مستوى الطلبة عندنا في لغتهم العربية متدن بل ردىء، ولم أر له معالجة، لا في التعليم العام ولا في الكليات البتة فكيف يكون في الإنجليزية متميزاً..!؟
* ولغتنا الشريفة العناية بها شيء أساس، غير أن النتائج التي نراها لا تبشر بخير، وأنا لا أريد أن أقول للإخوة في كلية المعلمين بجدة، إنكم حققتم أحلامنا وطموحاتكم بما قلتم في تقريركم.. وأنا وغيري مستعدون بزيارة الكلية وحضور دروس العربية والإنجليزية، ونستأذن في إجراء تحاور مع من نختار من الطلبة! وكم أود أن يخيب ظني في تقديرات اليوم وأجد ما يثلج الصدر ويبهج، وأعتذر إلى الإخوة أنني ما زلت أشك في النتائج، لأني أتابع مسيرة التعليم منذ خمسين سنة، وقد كان جيداً في عقود ماضية، لكنه اليوم ليس أكثر من سلق بيض كما أردد، والنتائج ظاهرة للعيان، وفي التعليم العام والجامعي والعام اليوم نحو خمسة ملايين طالب وطالبة، ومستوى الخريجين الجيد فيه لا يكاد يذكر، والنتائج معروفة لكل ذي عينين وسمع، والعلل: مناهج، معلم، معلمة، ونجاح جزافي، لتستقبل المدارس والكليات أفواجاً جديدة، بعد تخريج أفواج بالمستوى نفسه الذي دخلت به المدارس والكليات.. نتائج تعليمنا الحالي المزيد من الأمية والأميين، شيء لا يماري فيه أولوا الحجا، إلا إذا احتاج النهار إلى دليل.!
* وأسأل، ولعلي أثقلت: هل المدرسون في التعليم العام والكليات، الذين يعلمون العربية والإنجليزية، من خلال إلقاء الدروس والتحاور، يتحدثون بالفصحى باللغة التي يلقون بها دروسها، ولعلي أركز على العربية!؟ وإني أدعو لأصحاب المعالي وزير التربية والتعليم ونائبه، ووزير التعليم العالي، ذلك أنه قد اتسع الخرق على الراقع كما تقول العرب!
|