Monday 2nd August,200411631العددالأثنين 16 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
هل انحسر الإسلام.. أم انتشر؟
عبد الرحمن بن سعد السماري

** يبدو لي.. أن اسم وسمعة الإسلام لم يتأثرا بمثل ما تأثرا به في السنتين الأخيرتين.. اعتباراً من أحداث سبتمبر وحتى اليوم وما بعده وربما تطول المدة.
** لقد شوَّهت مجموعة من المتطرفين والمجانين المنتسبين للإسلام.. سمعة الإسلام بأفعال وأعمال طائشة.. ذهب ضحيتها مئات.. بل الآلاف من البشر في أكثر من مكان.
** لقد قدَّموا الإسلام للعالم.. على أنه القتل والتدمير والفتك وهلاك الحرث والنسل وملاحقة الآخرين والغدر بهم وخيانة الأمانة.
** لقد قدَّموا الإسلام على أنه (حز رؤوس الناس وقتلهم وذبحهم كما تذبح الشياه).
** وهل هناك أبشع.. من أن يوصف هذا العمل بأنه إسلامي أو ينسب للإسلام؟
** في العراق.. وفي الأيام الأخيرة.. تقوم منظمات إرهابية وقطاع طرق ومحاربون بخطف السائقين المساكين (ومنهم.. أو أكثرهم.. مسلمون) وتمسكهم كأسرى.. ثم تطالب دولهم أو الشركات التي يعملون فيها.. أن تنسحب من العراق.. أو أنهم سيقطعون رؤوسهم في مشاهد مؤذية مفزعة.. وإذا تأخَّرت الدولة أو الشركة في الرد.. قطعوا رأس أو رؤوس الرهائن..
** ولا أدري.. ما هو ذنب سائق ضعيف مسكين يعمل براتب بخس.. ويعول أسرة من عدة أشخاص.. ووراءه أفواه جوعى.. ما دخله في وجود هذه الشركة أو هذه الدولة في العراق؟
** وهل كان بوسعه.. أن يخرجهم أو يمنعهم من الوجود في العراق؟
** هل كان لهذا السائق.. دخل في وجودهم أصلاً؟ ومع ذلك.. يتم قطع رأسه نكاية بدولته أو بالشركة التي يعمل بها.. ويصوَّر رأسه فوق ظهره.. ويُنسب هذا العمل زوراً.. للجهاد والاسلام؟!
** لقد أبان العلماء.. كل العلماء.. أن هذا العمل إجرام وإفساد في الأرض وحرابة.. وأن الذي يستحق تنفيذ حق الله فيه.. هو من يقوم بهذا العمل نفسه.
** منذ أحداث سبتمبر وحتى الآن.. كم من مركز إسلامي أغلق في هذا العالم؟.
** وكم من معهد إسلامي.. أو دار تحفيظ أغلقت؟!
** كم.. من هيئة إسلامية أوقفت أنشطتها؟
** كم.. من يتيم مسلم شرِّد؟ وكم من عاجز تُرك هكذا؟
** كم من مشروع إسلامي أوقف؟ وكم من ترخيص سُحب؟
** منذ أحداث سبتمبر وحتى الآن.. كيف هو وضع الدعوة الإسلامية؟
** مع الأسف.. أن هناك من يغالط ويكذب ويقول.. وضع الدعوة الإسلامية أفضل.. وعدد الداخلين في الإسلام.. أكثر.. وانتشار الإسلام أحسن.. وقد ساهمت هذه الأحداث في التعريف بالإسلام.. وينسى.. أنها بالفعل.. ساهمت بالتعريف بالإسلام.. لكنها قدَّمته بصورة مشوَّهة.. بأنه دين الانفجارات والاغتيالات والغدر.. وذبح الآمنين.. وهدم المساكن والمكاتب ومغافلة عباد الله والانقضاض عليهم وذبحهم.
** صحيح.. أن هناك زيادة في نسبة الذين بحثوا عن الإسلام وسحبوا كتبه.. وصاروا يقرأون عنه، ولكن ليس رغبة منهم، أو رغبة في القتل والموت.. بل أرادوا أن يعرفوا أكثر عن هذا الدين.. الذي دمَّر في يوم واحد.. أكبر مبنيين في العالم.. وقتل خمسة آلاف مدني آمن.. ودمَّر.. أكثر من تريليون دولار في ثانية.
** هكذا فهموا الإسلام.. وهكذا.. كانت رسالة الإرهابيين.. وهكذا.. قدَّموا الإسلام للعالم.
** من نشر الإسلام في شرق آسيا؟
** من حوَّل إندونيسيا كلها.. إلى دولة إسلامية؟ وهكذا بنجلاديش وباكستان؟
** إنه التعامل الراقي الأمثل.. انه تعامل التجار المسلمين.. الذين كانوا يجوبون شرق آسيا.. ويتعاملون بالصدق والأمانة والنزاهة والعقل والتَّعقل.. ولا يكذبون ولا يغشون.
** لم ينتشر الإسلام.. لأنهم دمَّروا منازل أو مباني الآخرين؟
** ولم ينتشر.. لأنهم غدروا أو كذبوا.. أو غشَّوا.. أو ذبحوهم على حين غرة؟
** الإسلام.. لم ينتشر في أصقاع الدنيا.. إلا بالدعوة الصحيحة الصادقة..
** ولم يوجد في أمريكا عشرة ملايين مسلم بالعنف والقتل.. وهكذا مسلمو أوروبا أو الصين أو روسيا.
** هذه الأعمال الإرهابية.. البشعة.. ستنفِّر الناس من الإسلام.. وستسيء إلى سمعته أكثر مما عمل الصهاينة ومن سار في أفقهم.
** إن هذه الأعمال البشعة.. قد ضيَّقت على الإسلام.. وعلى المسلمين.. وجعلت الكثير من الهيئات الإسلامية توصد أبوابها.. وتوقف نشاطها، وقد يشهد - لا سمح الله - الإسلام انحساراً بسبب هذه الأعمال المجنونة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved