Monday 2nd August,200411631العددالأثنين 16 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الحبر الأخضر الحبر الأخضر
د. عثمان صالح عبد المحسن العامر

يذكر الكاتب المعروف (خالص جلبي) في مقال له نشر قبل أيام معدودة أن راعية عثرت على قلم حبر بالفلاة ولم تفهم وظيفته، فكرت في كيف تستفيد منه فهداها عقلها أن تكسره وترش الحبر على رأس كبش تمييزاً له عن النعاج، ولم تعلم هذه المرأة أن هذا القلم الحبر كان له حظوة خاصة لدى المثقفين والكتاب في عالمنا العربي منذ جيل الرواد وحتى عهد قريب خاصة قبل أن نلج عالم الكمبيوتر الذي وأد فن الخط العربي أو كاد، وأكاد أجزم أن كثيراً من روائع الفكر والأدب العالمي والعربي كانت بهذا القلم الحبر، ومن منا مازال مولعاً بهذا النوع من الأقلام خاصة 51 و61 المشهورة، وكانت له رحلة للقاهرة زار فيها تلك المكتبة الصغيرة في ذلك الممر الضيق تلك المتخصصة ببيع مثل هذه الأقلام، جزماً أطلعه صاحبها المسن أو أحد أولاده أقلام الكتاب والساسة والمفكرين المصريين منذ عهد النهضة العربية الأولى وحتى اليوم، وقد كان من احتفاء البعض منهم بهذا القلم أن جعل له بيتاً يضعه فيه، وحفر عليه اسمه بخط جميل، وحسب علمي أن البعض من هؤلاء الكتاب المبرزين كانوا يكتبون بالحبر الأخضر رغبة في التفرد وإمعاناً في التجميل (والخط الجميل يزيد الحق وضوحاً)، ولقد جاء اختياري هذا الاسم لهذه الزاوية الأسبوعية حباً لهذا النوع من الأقلام، وتفاؤلاً بالأخضر، ولأن المأمول أن تأخذ المقالات المنشورة هنا منحى وطنياً، علاوة على أن الكتابة بالحبر تعني أن الفكرة قد أخذت صورتها النهائية وأصبح كاتبها مستعداً للمؤاخذة ويتحمل تبعات ما كتب فهو لم يدون ما أراد بالقلم الرصاص الذي يقبل الإزالة أو حتى الجاف الذي يكتب به الجميع ما عنى لهم بل إنني أكتب بما كتب به الرواد والكتاب المبرزون وأدافع عن فكرتي بما يوقع به المسؤول المتميز بكل وضوح وثقة مستعيناً بالله أولاً وواثقاً بالقارئ الكريم ثانياً يدفعني إلى الانضمام إلى منظومة الكتاب شرف المهنة ونبل الغاية والحق العميق لهذا الوطن المعطاء والكيان العزيز، ولقناعتي التامة أن الإعلام اليوم أضحى له سلطة أقوى وحضوراً أكثر فاعلية وأثر، وتبقى الصحافة اليومية القناة الأولى مهما تعددت الوسائل وتباينت الرؤى حول أثر الإعلام المرئي والمقروء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved