مدينة حائل لها -كسائر المدن- مهرجانها الصيفي الذي يجلجل ويصدح بشعاره المسجوع (حائل صيفها هائل) ولما للشعار من بريق فقد جذبني إليه ومن ثم دفعني عنه لأقول إنها فرصة مناسبة للحديث عن أمر هذا المهرجان، لنتوقف عند نقاط - أحسب- أنها جوهرية في مسألة العلاقة بين المهرجان وأهل المدينة التي تعد جميع أرجائها مهرجاناً ترويحياً لايحتاج إلى هذا العمل الشاق والمضني والتنظيم الدؤوب من أجل أن يصبح الشعار مطابقاً للواقع الذي يسعى من أجله.
أبرز النقاط يتمثل في أن منطقة حائل مفتوحة بكل جهاتها الأربع على البر والترويح والاستجمام، فقد يصعب أن نحصر الملتقى في حدائق المدينة وميادينها التي أعدت على عجل وبجهود شاقة، لأنه من المناسب أن تكون الفعاليات مشتملة على مظاهر الفسحة في المنطقة كأن يكون هناك مسامرات ليلية ورحلات في أطراف أو أعماق النفود، وكذلك إعداد برنامج زيارات للمناطق التي يوجد فيها عناصر جذب سياحي كجبال أجا في الغرب، وجبة والنفود في شمالها، وياطب وجانين وعكاش في شرقها، وسميراء والغزالة في جنوبها، كما أن هناك مواقع مهمة في هذه الأماكن تحتاج إلى حسن تقديم وتعريف.
ومن أهم ما يمكن أن يشد الزائر والمهتم بأمر هذه المهرجانات أن يكون هناك توجه سنوي مثلا حول فكرة سياحية ما، كأن تغطي المنطقة المعنية بالنشاط ببرنامج إثرائي يعد قبل أشهر من بداية المهرجان من خلال طباعة البروشورات والكتيبات الخاصة، ومن ثم تنظم -خلال المهرجان- حملات لزيارة هذه المواقع والتعريف بها. ومن المهم أيضاً أن تختفي في هذا السياق مظاهر الاحتفالات القديمة كما يحدث في مهرجان الشعر الشعبي الآن، فمن المناسب، ومن أجل التجديد أن يتغير موقعه كأن يكون كل موسم في منطقة من هذه المناطق التي توحي بعراقة الماضي ودفئه الجميل.
|