مما لا شك فيه ان الفرد جزء من المجتمع.. ولكن بالمقابل نقول: ان المجتمع يتألف فعلا من عدة افراد.. اذن فكلاهما متمم للآخر.. وعندما يقال عن مجتمع ما بأنه وصل الى درجة كبيرة من الرقي والعلم والنظام والتقدم فإنما هذا القول بالنتيجة ينطبق على افراد هذا المجتمع.. وفوق الفرد والمجتمع هناك سلطة عليا توجه وتخطط وتبني وتصنع الركائز والأسس لنهضة الأمم.. هذه السلطة هي اجهزة الدولة على اختلافها.. وهي تقوم بالتخطيط الشامل لرفع شأن المجتمع في كل المجالات بلا استثناء.. ولكن هناك أمور كثيرة فرعية وثانوية ان تكون منوطة بالافراد كأفراد ولكنها تعطي الخير الكثير ويجب أن يقوموا بها بدافع محض من نفوسهم وليس كواجب مفروض عليهم.
والأمة التي ينتظرها مستقبل باهر هي التي لا يجلس افرادها في بيوتهم وقد ارتاحت ضمائرهم لأنهم افراد ولا دخل لهم بشيء لان الدولة هي المسؤولة عن النهضة والتقدم والنجاح والفشل.. بل ان الأمة الحقة هي التي تنمي شعور افرادها بالمسؤولية والواجب والايمان المجرد بمصلحة الوطن والمجتمع فيخرجون للعمل بصمت ويتلمسون نقاط الضعف ومساس الحاجة.. فيقيمون الجمعيات الخيرية.. وينشئون صفوفا لمحو الامية في أحيائهم ويتبرعون بالتناوب لإلقاء الدروس.. ويخططون لنظافة حيهم.. فيجمعون اقذارهم في صندوق ويقومون بإحراق ما فيه كل اسبوع.. وينشر متعلمهم الوعي على جاهلهم.. وطبيبهم الوعي الصحي على رجالهم ونسائهم.. ويقوم كل منهم بتبادل الحاجة مع الآخر.
الأمة الحقة هي التي لا يحدد الفرد مسؤولية على نفسه فحسب يل يعتبر نفسه مسؤولاً (دون تحديد للمسئولية) امام بلاده ومجتمعه لما هو أفضل وأحسن دائماً.
ندى |