الدعوة إلى الله.. واجب أن يحمل لواءها كل مسلم ومسلمة وفي أمتنا الاسلامية نماذج كثيرة من هذا الطراز الذي يدعو إلى سبيل الله وتجد دعوته الاستجابة من الآخرين لأنها مخلصة النية والقول.
وكنموذج رائع للمرأة المجاهدة المسلمة نقدم لك -عزيزتي القارئة- هذا الحديث الشامل مع الداعية إلى الله السيدة زينب الغزالي لنعرف آراءها في العديد من الأمور التي تهمك..
* هل يمكنني أن أجري معك هذه المقابلة الصحفية لأنشرها في صفحة حواء في جريدة الجزيرة؟
- بكل سرور وعلى الرحب والسعة..
* الاسم بالكامل والجنسية، وان كنت ياسيدتي في غنى عن التعريف، وما هي كفاءتك العلمية؟
- زينب الغزالي، مصرية، وقد أتممت تعليمي على يد علماء الأزهر.
* هل هذه أول مرة تزورين فيها المملكة العربية السعودية؟
- لقد حججت 21 مرة وهذه الـ22 مرة. حيث توقفت عن أداء الحج سنة 1962م لأنني سجنت.
* متى ابتدأت نشاطك؟
- لقد أسست المركز العام لجماعة السيدات المسلمات سنة 1356هـ 1937م وكان عمري وقتئذ 18 عاماً.
* هل يمكنني أن أعرف لمحة عن طفولتك وعن البيئة والأسرة الصغيرة التي ربتك؟ وهل للأسرة في رأيك اثر كبير في المجتمع؟؟
- لقد تربيت في كنف أسرة اسلامية وكان أبي من علماء الأزهر لم يرغب الوظيفة وإنما عمل تاجراً وكان يعظ الناس ابتغاء لوجه الله.
كما أن الله أعطانا نموذجا للأسرة الفاضلة الكاملة عندما نشأت الأسرة الاسلامية الابراهيمية بجانب البيت فكان ابراهيم المثل الأعلى للنبوة والأبوة وكانت هاجر الزوجة الفاضلة لتأسيس أمة مسلمة. وكان اسماعيل الابن البار وقد كانت الزوجة الأولى لاسماعيل ترينا صورة صادقة لاختيار عماد الأسرة وكانت زوجة اسماعيل الثانية المثل الحي الكامل لتكون مثلا أعلى لعماد الأسرة الاسلامية وما ذلك إلا لأن الأسرة هي أساس الأمة فإن صلحت عقيدة الأسرة صلحت عقيدة الأمة وان فسدت فسدت عقيدة الأمة فمن مجاميع الأسر تتكون الأمم.
* هل عندك أولاد؟
- لقد تزوجت ولكنني لم أنجب وهذه مشيئة الله، وقد تُوفي زوجي وأنا في السجن.
* ماهي أول عقبة تعرضت لها في حياتك؟ وهل استطعت الدفاع عن حقوقك؟
- عقبات كثيرة لأن المجتمعات الاسلامية عندما تنحرف عقيدتها يجد المصلحون في هذه المجتمعات كثيراً من أعداء الحق ورواد الباطل والمتاجرين بعقائدهم وأوطانهم ولكن الداعي الذي يؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر يتخطى كل عقبة أياً كانت ويقف دائماً في وجه الظلم والطغيان موقف محمد صلى الله عليه وسلم يوم قال: (والله يا عم لو وضعت الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى أموت دونه).
* ماهو رأيك في هدى شعراوي، أول امراة مصرية طالبت بالسفور في مصر؟ وما هو رأيك في قاسم امين؟؟
- هدى شعراوي سيدة عظيمة اعتقدت ما دعت إليه فوقفت بصلابة وبقوة إرادة وبتصميم على أن تحرر المرأة كما اعتقدت وكنت يومئذ أعمل معها ثم أسست السيدات المسلمات فانقسمت عليها فكانت عظيمة وقالت لي أنا أعتقد أنك تؤمنين بما تعملين وتدعين إليه وأنا أحب المرأة عظيمة أياً كانت وفي أي موضوع وقفت وسنظل أصدقاء.. وظلت صداقتنا ونحن مختلفتين في الرأي ومختلفتين في الهدف وللحق أكرر أنها كانت لا تريد هذا السفور المنهار وهذا الانحلال في عالم المرأة وكان يكفيها فقط ان تتعلم المرأة ولكن في حدود الكمال والفضيلة. تحدثت معها يوما عن حالة المرأة فأقسمت انها ضد هذا الانحلال ولكن لابد أن نضحي بجيل في سبيل تحرير المرأة. فقلت لها ان الله لا يرضى ان نضحي بجيل من المسلمين لنعطي المرأة شيئا أعطاها الاسلام أكثر منه وأكثر فادرسوا الاسلام خيرا من ان تدينوه.
أما قاسم أمين فلم يدع إلى ما وصلت إليه المرأة ولكنه أخطأ الطريق ولو رجعنا إلى كتابه الخاص بتحرير المرأة ما وجدنا فيه هذا الانهيار والانحلال والكشف الواضح والاختلاط المهين الذي وصلت إليه المرأة في المجتمع الاسلامي.
* نحن نرى أن المرأة المسلمة في أكثر الدول العربية أصبحت سافرة وبدأت تطالب بمساواتها بالرجل فما هو رأيك في أحسن طريق لاعادة المرأة إلى جادة الصواب؟
- أنا أعتقد أن الحجاب للمرأة هو قمة الأخذ بالاقتداء بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أمهاتنا عليهن السلام غير أني أعتقد أن الإسفار عن الوجه فقط أصبح ضرورة في كثير من المجتمعات الاسلامية وليس ذلك اقراراً مني بأن الإسفار عن الوجه هو الأفضل فالأفضل في اعتقادي الحجاب الكامل فإن عجزنا عن الأفضل والأكمل والأصح فللضرورة نأخذ بالحديث الشريف كل بدن المرأة عورة إلا الوجه والكفين.
* ماهو انطباعك عن المملكة عامة وعن المرأة السعودية خاصة؟
- تمنيت من أمد بعيد فتح المدارس وتعليم البنات في هذه الأرض الاسلامية الطيبة وتحققت الأمنية وزرت مدارس البنات وانشرح صدري واطمأن قلبي واني لأشاهد بوادر نهضة اسلامية جارفة بإذن الله نتاج هذه النهضة العلمية في عالم المرأة، ثم أني شاهدت ذكاء وإدراكاً من الطالبات يبشر بعودة الاسلام منتصراً مصلحاً فاتحاً عاملاً للخير والمساواة واخراج البشرية المعذبة إلى انسانيته الرحمانية الهادية المنقذة من الظلمات إلى النور.
* ماهي هوايتك المفضلة؟
- قراءة الفقه.
* ماهو أطرف حادث حصل لك في حياتك؟
- وهنا ابتسمت السيدة زينب وقالت (دي حاجة صعبة بقا أصل الواحد بتحصل له حاجات طريفة أوي لكن بينساها) إلا أنها وهي تودعنا بعد انتهاء زيارتها قالت لي: أنا لا آكل بين الوجبة والأخرى ولكنك وأنت تجرين معي هذه المحادثة نسيت وأكلت من الكنافة الطيبة التي قدمتموها لي ثم أضافت:(أدي طرفة بقا).
* هل عندك نصيحة توجهينها إلى المرأة السعودية؟
- أن تدرس الاسلام بقلب مفتوح وتقارن بين ما أعطاها من حقوق وما كلفها به من واجبات وعندما تتمكن من دراسة حقوقها وواجباتها ستعلم أنها الوارثة المحمدية لاختها فاطمة بنت محمد التي هي سليلة أمجادها، وسنجد أنها جديرة ببنوتها لهاجر مؤسسة الدولة الاسلامية بجانب الكعبة المباركة وستجد ان الغرب والشرق لم يعطيا نساءهما المبتذلات الضائعات في منعرجات همجية الحضارات الزائفة المكذوبة طرفا مما أعطاها الاسلام. نعم عندها ستجد السعادة والطمأنينة والراحة والسكينة.
* أخيراً ما هو انطباعك عن المدرسة الثانية؟
- لقد رأيت الصدق والاخلاص والتفاني من القائمات في الأمر بها والذكاء والنجابة في وجوه الطالبات وأني لأستبشر خيرا بهذا الاخلاص المتبادل بين القيادات التعليمية والطالبات.
|