الناحية الفكرية ركيزة البناء.. ولب التقدم.. وأساس الحضارة.. كما انها جوهر السعادة.. تسمو بها النفس وتطرب.. ويرتفع بفضلها الانسان ويعلو.. توفر الخير معطياتها.. ويضاعف الرخاء ينبوعها.. فهي التي تحفظ الأمة.. وتحمي المجد.. وتعمر الديار.. وتبتكر وتصون القيم - لا سيما في هذا الزمن - الذي جنت أممه بالمادة مما سبب انحلالاً حيث بات كل فرد يشعر بالضياع رغم ضيق وقته.. وغدا يدور بدوامة اعدمت حسه.. وشتتت تأمله.. فصار إما آلياً او طفيلياً من خلال اعتناق صرعة من الصرعات الحديثة او رافضاً جعل الرفض مذهباً.
أما الانسان العربي فحائر تاه عن جادة التوفيق نتيجة حقد الشعوبية والصليبية والصهيونية والأخذ بما يزعمونه ثأراً، فتمثل الانتقام بأبشع صوره، وقد أنساهم الكره انسانية الاسلام، وتسامح العرب. وسمو الهدف الذي جسدته حضارة مشرقه، شعت في ارجاء المعمورة المظلمة - آنذاك.. وارتقت بالبشرية وأنارت الوجود. وهكذا حلت لعنة الباطل في جولة فاسودت الحياة بعين العربي، ولكنه أصيل سيظهر بايمانه.. عظيم سينتصر بقرآنه.. قوي بتراثه.. خلاق بروحانيته.. ولكن متى سيكون هذا؟ هذا لا يكون بالاستسلام.. والركود وعدم التحرك.. وانما بالرجوع الى الصواب.. وتصحيح الاخطاء مع بعض التضحية والتنازلات.
إذاً، أين السبيل المؤدي الى استرجاع الحق؟ انه سبيل الفكر الذي اصابه الوهن في هذه الفترة، تخليصه من الأدواء.. والهروب به من القمقم، وعدم الانحراف في عملية التنظيف والتطهير.. بالتزام ما رسمه التراث من غير تقليد وتحجر.. بل بالتوفيق والحذر والتمييز والاقتباس جوهراً وموضوعاً لا شكلاً ومظهراً شريطة سريان روح الأصل مع التكييف والغربلة ومحاولة الابتكار والتجديد بعيدا عن الغضب.
هذا رأي أوحى به الشعور بالضآلة.. وهو ككل الآراء قابل للنقض.. ويا حبذا لو طرحت بصدده الآراء فتكون هناك خلاصة منها مختارة.. قد نفيد منها كثيرا.
المحرر |