في مثل هذا اليوم من عام 1954 أدى فيضان نهر اليانجتسي في الصين إلى وفاة 40 ألف شخص وتشريد عشرة ملايين شخص في كارثة من أكبر الكوارث الطبيعية على مدى التاريخ. واليانجتسي أو تشانج يانج، يعتبر أطول أنهار آسيا وثالث أطول نهر في العالم.
وهو يجري لمسافة 3600 كم (3900 ميل) من هضبة التبت في الغرب إلى بحر الصين في الشرق مكوناً الممر المائي الأساسي للصين وحدوداً طبيعية بين ما يعتبر من الناحية التقليدية شمال وجنوب الصين.
ونهر اليانجتسي له أهمية اقتصادية كبرى في الصين حيث يوفر مياه الري للزراعة كما أنها مصدر لتوليد الكهرباء وممر ملاحي للسفن التجارية وبه مناظر خلابة للسياسية وشبكة عظيمة للنقل عبر بعض المناطق المكتظة بالسكان والمناطق ذات الأهمية الاقتصادية العظيمة في الصين.
وتقع مدينة شنغهاي، أهم موانئ الصين، في بداية مدخل النهر حيث تحتل مساحة قدرها 1.940.000 كيلو متر مربع (750 ألف ميل مربع) وتساهم بنحو نصف الإنتاج الزراعي للصين،
تقع بعض أهم المراكز الصناعية للصين على نهر يانجنتسي تشتمل على ووهان وكونج كينج.
وقد تم إنشاء العديد من السدود على نهر يانجتسي وفي عام 1994 بدأ العمل في إنشاء سد (ثرى جورجيس) الذي سوف يعتبر أكبر سد لتوليد الطاقة الكهربائية عندما يكتمل بناؤه عام 2009, وحوض نهر يانجتسي له مناخ شبه استوائي في معظمه فيما عدا في هضبة التبت
حيث ينبع النهر ويؤدي موسم الرياح الموسمية إلى سقوط أمطار غزيرة فيما بين شهري مارس وأغسطس في المناطق السفلى والمتوسطة من مجرى النهر ومن مايو إلى سبتمبر في المناطق العليا.
والفيضانات والجفاف هما ظاهرتان شائعتان في حوض النهر. وتحدث
الفيضانات عادة كل عامين أو ثلاثة أعوام. وتكون الفيضانات التي تحدث في موسم الرياح الموسمية مصحوبة عادة بسقوط أمطار غزيرة في الحوض العلوي من النهر وحدوث عواصف استوائية ويزيد تدفق الماء من الروف الرئيسة مثل (هان).
وبالإضافة إلى الفيضانات الكبرى يعاني نهر يانجتسي من عدد من المشاكل البيئية مثل تآكل جانبي حوض النهر والترسيب والتلوث الصناعي والعضوي القادم من المدن الكبرى.
|