* بريدة - ناصر الفهيد:
صيف بريدة مختلف.. هكذا كان شعار مهرجان الصيف في مدينة بريدة عاصمة القصيم.. صيف مختلف شهد أربع أمسيات شعرية مختلفة.. أربع أمسيات أثبتت أن للشعر متذوقيه.. ومبدعيه.. ومتابعيه..
أربع أمسيات على مدى شهر كامل وفي مكان يتسع للجميع رجالاً ونساء وبالمجان بلا تذاكر ولا رسوم وذلك في مسرح مركز الملك خالد الحضاري للرجال والساحة الخضراء في المركز للنساء..
الأمسية الأولى جمعت الشاعرين هاني الظاهري وصالح الحمود.. بينما جمعت الأمسية الثانية الثلاثي الحميدي الثقفي وتركي المشيقح ونواف الدبل.. أما ثالث الأمسيات وأروعها وأكثرها حضوراً جماهيرياً فجمعت الشاعر ياسر التويجري والشاعر الكويتي سالم سيار.. أما آخر الأمسيات فجمعت الشاعرين سليمان امانع وفرحان الفرحان.
الأمسية الأولى
كانت هي الأمسية الافتتاحية.. وحضرها جمهور أكثر من جيد قدموا للاستماع والاستمتاع بشاعرية الثنائي هاني الظاهري وصالح الحمود.. وأدارها الزميل غالب السهلي والذي تألق في إدارتها.
البداية كانت عن الوطن..
وليس هناك ما هو أغلى من الوطن.. حيث قال الظاهري:
الوطن ما هو شهادة حسن سيرة أو سلوك
الوطن حفنة تراب للحياة أو للوفاة
الوطن يا ناس.!! يعني أرض لجدك وأبوك
تسقي أحلامك وتاريخك لو ابقانا عراة
وانت يا موطن دمانا عزنا لوحاربوك
جنة الأرض وحديث المجد واعدائك حفاة
وسط تصفيق حار من الحضور الذي تفاعل مع الوطن وحب ترابه.. بعد ذلك تغنى الظاهري ببريدة التي يحل فيها ضيفاً وقال:
سلام الله عليكم يا هل بريدة وكيف الحال
ترى ما جيت ابمدحكم قصيدي داء يغنيكم
وبالطبع كانت تحية أهل بريدة كبيرة بحضورها على هذه القصيدة الجميلة..
ثم انتقل المايكرفون للفارس الثاني الشاعر صالح الحمود الذي افتتحها بقصيدة عن ولي العهد حفظه الله فقال:
سيدي والشعر بحر يعربيّ في وعاك
جيت أصبّه تحت بشتك واعصر لساني معاه
كل حرفٍ من حروفي ينتزع روحي فداك
لو أموت الفين مرّه واكتبك يكفي حياه
يا ولي العهد صَدِّق!! لو يكذبنا هواك
شخص مثلك لو نحبه حب عاشق ما كفاه
بعدها كانت قصيدة مولدي وهي إحدى روائع الحمود وقال فيها:
من ثمان قرون والأيام تحمل مولدي
لين مرت هالسنين وجابت الدنيا ولد
ثم بعد ذلك توالت القصائد من فارسي الأمسية حيث قال الظاهري في حكاية رصيف:
على نفس الرصيف اللي قريته من ثمان سنين
وقفت استدرج أطراف الوجع واستدعي أطيافه
هنا طقّه كَعَب علكة حكاية مزنه وياسين !
هنا شحاذ من عصر التداعي ضيع لحافه
هنا دمعة رماها عابر ما رفرفت لالحين
هنا جرة عصا للشايب اللي ذلّت أطرافه
قصيدة جميلة قاطعها الحضور كثيراً بالتصفيق لجمالها وقوة معناها..
أما صالح الحمود فأخذنا إلى أقرب مطار للتحليق وقال:
جيت من كل اتجهاتي إلى أقرب مطار
ما معاي إلا البصيص من الأمل وأكثر مناي
شلت بعضي واتجهت لمقعدي نحو اليسار
شنطتي كانت خفيفة والهوى يثقل خُطاي
مرّت الرحلة وانا ما غير أطالع بالمدار
ما نتبهت إلا بشحص غمض عيوني وراي
لتتوالى القصائد بعد ذلك على مدى ساعتين مع الشعر الجميل من فارسيها..
وفي ختامها تم تكريم الشاعرين من قبل رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان بريدة الترويحي.
وسوف تنشر باقي الأمسيات تباعاً في مدارات في الأيام القادمة.