إن الخفاش كائن حي فلا هو الطائر بجناحيه ولا من الثدييات ذوات القوائم.. عيونه منبلجة واسعة ولكنه لا يبصر.. حياته يقضيها في الظلمات متعلقاً بقدميه متدلي الرأس وارتبط هذا الكائن بالأماكن الموحشة من كهوف ومغارات، كما ارتبطت صورته وزعيقه بعالم الدراكولا الخرافي.. نسبة لتغذيه بالدماء.. أما إذا ولجت إلى عالمه فكن متيقظاً حتى لا تفقد بصرك وتتشوه ملامحك من الاندفاع الإعصاري لجماعاته الجبانة عديمة البصر.. إنه مخلوق شاء الله له هذه الخلقة لحكمة.
ولكن ماذا عن خفافيش البشر الذين يجيدون حبك الحيل في جوف ظلماتهم الخاصة، ويمارسون امتصاصهم لقدرات وعطاءات الآخرين ممن رمى بهم الحظ تحت إشرافهم وإدارتهم، فالنجاح يقتلهم، والانضباط يدمرهم، وعدم الانصياع للأهواء يثير زوابعهم ولكنهم من اللؤم بمكان.. فممارساتهم تتشح بستار الخفية تارة وأخرى بستار الحرص والتقوى.. يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله.. أسلوبهم قائم على المحسوبية والواسطة.. ويستند على استغلال حاجة الآخر للعمل ليكون صنيعهم في التجسس والريب.. وحتى تكون بطلاً عليك أن تكون أفاقاً غشاشاً نماماً خائناً لأمانتك، خادماً لهم لوعدهم إياه بالوظيفة والتي ضمنها ولاة أمرنا رعاهم الله للمواطن المؤهل والكفاءة لا تحت نير ورغبات الخفافيش.
للأسف لم يدع الفاسد إدارياً للصالح مجالاً ليخدم وطنه.. فتجد أحدهم يستلم ملفك بيد ويسلمك باليد الأخرى شروطه المريضة التي تشبع نهمه للأذى وتغذي جنون العظمة المتلبس لشخصه الضعيف.
إنه والله لأقبح من الخفافيش لأنه متلون كالحرباء فلا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك ينتمي، فأينما تجده يلهث.. وبسببه وغيره من عينته القليلة تضيع حقوق وطاقات، وتستغل بالسوء فرص فيها خدمة لبلدنا... بأسلوبهم المتلون المريض.وتهدر أموال طائلة على البطالة المقنعة.. فلا إنتاج حققنا ولا مهاراتنا نمت لدينا بسبب محسوبية الخفافيش البشرية.. نسأل الله أن يجتث جذورهم من أوساطنا ليتحقق الأمن الوظيفي والنفسي.. ورسالتي لهم... موعدكم يوم لستم عنه بحائدين.
|