Sunday 1st August,200411630العددالأحد 15 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

خلف الشاشة الفضية خلف الشاشة الفضية
عبدالله سليمان الطليان - الخرج

في حاضرنا اليوم نجد ان الوسيلة الاعلامية على كافة أشكالها تطورت وتقدمت بشكل كبير ومن تلك الوسائل البث التلفزيوني الذي انتشر على نطاق واسع فصار الحدث ينقل إلينا أينما كنا عبر الشاسة الفضية متخطيا الحدود والقيود يعبّر عن ثقافات وعادات وقيم مختلفة من دول متقدمة وأخرى نامية وان كان الغالب وهذه الحقيقة يأتي من الدول المتقدمة التي تعتبر شبه مسيطرة على هذا الجانب والتي مع هذه السيطرة غيرت الكثير من القيم والعادات لدى الكثير من الشعوب والبلدان، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان ذلك التغيير مفيدا أم ضارا؟ هذا يعتمد على المتلقي بالدرجة الأولى ومدى تقبله وتأثره ومدى تمسكه بثقافته. هناك بعض البلدان غرقت في القيم والعادات الغربية الشكلية والمظهرية في اعتقاد انها الوسيلة الوحيدة نحو الرقي والتطور الإداري (هل ثقافة البيتلز والهيبز والروك آند رول وافلام هولوليود سوف تقضي على الفقر والأمراض؟) ويمكن ان نعطي هذا الامر صفة التعميم الذي جرف الغالبية بسبب قوة التأثير مع أنه أحياناً يمثل شريحة أو طبقة من المجتمع التي تدخل في دائرة التقليد ولكن نعود ونقول هل حصلت استفادة في تبني ومحاكاة تلك العادات؟ لا على الاطلاق، ان الدول الغربية هي التي جنت الربح من ذلك فهي لا تكتفي بالعرض بل تستفيد على المدى الطويل وهذا يأتي عن طريق النواحي المادية المستخدمة في العرض حيث أصبحت البلدان النامية سوقا خصبة لتسويق واستهلاك منتجاتها بسبب التأثر.
وإذا أخذنا واقعنا العربي ومدى التأثير فنحن نقول إنه لم يكن بمنأى عن هذا فلقد سار في نفس التيار الذي يبدو واضحاً في قنواتنا الفضائية والتي بعض منها لم يأل جهداً في نشر تلك العادات والقيم مرة بالتقليد ومرة أخرى بالعرض المباشر فظهر لنا الفيديو كليب وستار أكاديمي وعُرض علينا فيلم دايناستي الهابط الذي أرجو من كل مسلم وعربي ان يرجع إلى ما قاله (المبشر والقس شورش عنه في مناظرته مع الشيخ أحمد ديدات) لقد انتشر الفيديو كليب في حاضرنا اليوم وبشكل صارخ فتسابق الجميع ليعرض لنا صورته وجسده فصنعت بعض القنوات العربية من اشخاص عديمي الثقافة شخصيات بارزة يتوقف عليها مستقبل العالم العربي تحمل رسالة نبيلة من أجل قضايانا العادلة ومن أجل انتشالنا من تخلفنا، وقلّ انتاجنا في كافة المجالات فعلى الباحث عن الشهرة في عالمنا العربي حاليا البحث عن نص ممكن ان يكون عبارة عن كلمات متقاطعة او أرقام أو تقليد صياح أحد الحيوانات يؤدى في حقل زفاف يصاحب هذا النص ايقاع يعتمد على هز الاجساد والخصور لكي ينطلق بصاحبه نحو الشهرة التي سوف تصنعها له القناة الفضائية التي تبحث عن ماهو جدير في سبيل ابراز الحركة الثقافية العربية واثرائها ونشرها بشكل موسع ولكي نثبت للعالم المتحضر الذي يبحث عن ذلك النوع الشكلي وكيفية تناغم قصات الشعر والملابس المستمدة منه في بعض منها، بأننا استطعنا بقدرتنا البارعة تطويع اشكالنا ومظهرنا وفق النمط الغربي الذي استنزف طاقاتنا من أجل الوصول إلى التقدم والرقي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved