إن الدعوة إلى الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تقتصر على الرسول صلى الله عليه وسلم ولا على صحبه الكرام فقط وليست محددة بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم بل إن كل مسلم مكلف عليه أن يدعو للإسلام ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر في أي عصر وفي أي مكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومصداق ذلك قول الله عز وجل: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104) سورة آل عمران وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). (أو كما قال الرسول الكريم).
من خلال الآية الكريمة والحديث الشريف يتبين لنا جلياً موقف الشرع في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يحتاج الأمر لشرح وتوضيح.
إن بلادنا حماها الله وحمى قادتها من كل سوء ومكروه وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار هي البلاد الوحيدة في العالم التي تطبق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو موجود في كل مكان والحمد لله، ولكن أقصد أن الدولة أعزها الله تقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل رسمي وذلك من خلال جهاز حكومي مستقل وهو (الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فجزى الله حكومتنا الرشيدة خير الجزاء.
إن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهاز أمني قبل أن يكون جهازاً دعوياً وقد يستغرب القارىء الكريم هذا الكلام الذي أقوله ولكني سوف أبين له ما أقول.
إن رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها دور كبير وفعّال في الحفاظ على أمن واستقرار بلادنا الحبيبة وذلك من خلال أمرين أو طريقتين هما:
أولاً - الحفاظ على الأمن بصورة مباشرة.
ثانيا - الحفاظ على الأمن بصورة غير مباشرة.
أما الأمر الأول الحفاظ على الأمن بصورة مباشرة أي أن الرئاسة تقوم بدور مهم في الحفاظ على الامن جنباً إلى جنب مع الجهات الأمنية المختصة وذلك بأن تقوم الرئاسة بمتابعة مهربي المسكرات والمخدرات والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، إن هذا العمل عمل مهم في الحفاظ على أمن هذه البلاد وحمايتها وحماية شبابها الذين هم عماد المستقبل.
وهناك أعمال كثيرة وجهود كبيرة تبذلها الرئاسة في الحفاظ على الأمن ولكن لا يتسع المقام لذكرها ولكن من يريد أن يتعرف أكثر على دور الرئاسة في الحفاظ على الأمن يتابع الصحف اليومية حيث لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع إنجازاً أمنياً جديداً للرئاسة فجزى الله المسؤولين في الرئاسة خير الجزاء وعلى رأسهم معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ صالح الغيث.
أما من ناحية الحفاظ على الأمن بصورة غير مباشرة ونرى ذلك جلياً من خلال الجهود الدعوية التي تقوم بها الرئاسة وذلك بما تقوم به من تقويم للفرد المنحرف وتوضيح طرق الخير للفرد الصالح وتحذيره من طرق الشر لأنه في صلاح الفرد صلاح المجتمع كله وأمنه.
وأيضاً بما تقوم به من محاربة المعاصي لأنها سبب في المصائب والكوارث التي تحل بالمجتمع كله ومن تلك المصائب اختلال الأمن والفتن، حمى الله بلادنا منها.
إذاً الذي أريد أن أصل إليه هو أن الأمن مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يمكن التفريق بينهما، وعلى الجميع أن يعي هذه الحقيقة وليتعاون المجتمع كله للحفاظ على أمن واستقرار بلادنا الغالية.
وختاماً لا يسعني إلى أن أرفع جزيل الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني على ما يبذلونه من جهود مستمرة للحفاظ على أمن وراحة المواطن.
|