كلمات قرأتها في عينيها قالتها له دون أن تحرك بها شفتيها، وأحببت أن أترجمها عنها بطريقتي الخاصة. كل صباح ألتفت يُمنة ويُسرة.. ماذا لو رأيتك.. ماذا لو كنت مختبئاً في أحد شراييني.. ماذا لو كنت هناك خلف المقعد.. أو تحت كوب الشاي.. ماذا كنت سأفعل!، أستيقظ مرات ومرات فزعة من هجوم وجهك البغيض على أحلامي.. فيبددها، ويحوِّلها كوابيس مفزعة تزيل النوم من عينيَّ دهراً.
حاولت مراراً أن أجوب بمخيلتي أعوامنا الثلاثة بحثاً عن لحظة.. أي لحظة معك يمكن أن أفتقدها، وتمنيت دمعة أُريقها حزناً على فراقك، لكني لم أجد.. ورأيتني أتنفس الصعداء فرحة بموطني الجديد القديم الذي طالما افتقدت دفئه بسببك.. فتشت كثيراً في جعبة الذكريات، فوجدتها مُغلَّفة بمرارة أيامي معك.. وساعاتها كالحة بلون وجودك.. ولحظاتها تئن من وطأة الصبر على أمرٍ أمرُّ من الصبر. تذكرت فراشاتي الملونة التي حوَّلتها قسوتك إلى خفافيش.. وفساتيني الزاهية التي أصبحت بلون قلبك الحالك.. وتذكرت أحلامي الوردية التي حوّلتها إلى كوابيس مخيفة. تكاد فرحتي بانتزاع وجودك عن ناظريّ تعدل ظلمك وقسوتك وخياناتك.. أجل أُدرك الآن كم أنا مميزة.. كما أنا صبورة.. أُحب نفسي الآن أكثر من أي وقت آخر، فلولا صبرها الطويل.. لما حظيت بكل هذا الفرح.
|